رب صدفة خير من ألف ميعاد وألف بحث

أبحاث عن مرض الكبد تؤدي إلى اكتشاف كريم مضاد للشيخوخة

TT

أكدت التجارب أنه حتى في عالم الأبحاث والعلوم، يمكن للصدفة أن تلعب دورا كبير في الكثير من الاكتشافات التي تؤثر علينا وتغير حياتنا. وهذا تحديدا ما حدث عندما توصل فريق من الباحثين إلى كريم مضاد للشيخوخة، يمكن أن يكون أسهل استعمالا من البوتوكس وأكثر تأثيرا على المدى البعيد. جاء الاكتشاف بعد أن كان الفريق يجري أبحاثا عن مرض الكبد، تبين خلالها أن كريما يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، التي تحفز إنتاج الكولاجين والإيلاستين وتحافظ على رونق البشرة ونضارتها، له تأثير مباشر على البشرة. الكريم الذي أطلق عليه اسم «ميتو كيو» (MitoQ)، حسبما تظهر التجارب التي استغرقت نحو عشر سنوات، يمكن أن يعيد عقارب الزمان إلى الوراء. يقول مصنعوه إنه يقضي على علامات التقدم في العمر، أو على الأقل يخفف منها، إضافة إلى أنه ينعم البشرة ويضفي عليها الإشراق والشباب. وشرح الدكتور مايكل ميرفي، أحد الباحثين والمكتشفين لهذا الكريم، بأن «ميتوكوندريا» أشبه بالبطارية التي تمنح الطاقة أو الحيوية التي تحتاجها خلايا الجسم لكي تعمل وتبقى صحية، بما فيها خلايا البشرة والجلد، لكن للأسف، فإن هذه العملية لها أيضا جانب سلبي، إذ تطلق الجذور الحرة، وهو ما يتلف هذه الخلايا. ومع ذلك، يبقى الاكتشاف مهما لأنه غني بمضادات الأكسدة أكثر من أي مستحضر آخر في السوق، مما سيجعله مطمع أي راغب في أن يمحو علامات الزمن والأخاديد التي يحفرها على الوجه رغم سعره الذي يقدر بـ185 دولار أميركي لعبوة 50 مل، علما بأنه يمكن استعماله على الوجه واليدين والرقبة والصدر.

يجدر التنويه إلى أن الكثير من الاكتشافات العلمية تم التوصل إليها بمحض الصدفة وخلال عملية البحث عن علاجات لأمراض مختلفة تماما، وليس أدل على هذا من دواء الفياغرا، الذي اكتشف في عام 1991 خلال أبحاث تتعلق بتطوير دواء يستخدم لعلاج الذبحة القلبية وتوسيع شرايين القلب وعلاج ارتفاع ضغط الدم. فشلت التجارب في هذا المجال، لكن كان لها تأثير إيجابي يتمثل في تحسين الأداء الجنسي لدى المرضى الذين خضعوا له بشكل ملحوظ.

- «ريتالين» بدوره، دواء استعمل في الأصل لعلاج حالات الاكتئاب قبل أن يتم الانتباه صدفة إلى أنه مفيد في حالات اضطرابات نقص التركيز أو فرط النشاط والحركة أيضا.

- «البوتوكس» اكتشف في عام 1987 في فانكوفر صدفة، حيث استعمل لأغراض أخرى تختلف تماما عن التجميل، واكتشفته طبيبة أمراض عيون عندما كانت تعالج مريضة تعاني تهيج العين (blepharospasm)، وهو تكرر حركة جفن العين بشكل كبير وغير مسيطر عليه بحقنات من البوتوكس لتخفيض النشاط الزائد في عضلات العين المسببة للحركة غير الطبيعية، وبعد فترة لاحظت المريضة أن التجاعيد بين عينيها قد اختفت، مما شجع زوج الطبيبة، وهو طبيب جلد، أن يجرب استخدام البوتوكس في مختلف العمليات التجميلية.