«ديور غلامور مارك شو».. كتاب يسجل لفترة ذهبية من تاريخ «ديور»

من الصور التي التقطها مارك شو لديور ما بين 1952 و1962
TT

في هذا الوقت من كل سنة، تحرص بيوت الأزياء على طرح كتب إما تؤرخ لحقبة مهمة من تاريخها خوفا من يغطيها غبار الزمن، أو تهلل لأمجادها حتى تُبقي جذوة الاهتمام مشتعلة. تتباين هذه الكتب في الغالب ما بين سير ذاتية أو كتب مصورة بأحجام ضخمة يصعب حملها. وعلى الرغم من أن عددها المتوالي كل سنة قد يصيب بالتخمة، وأحيانا بالملل، خصوصا أنها عندما تكون عن المصمم نفسه لا تكشف أي جديد، فإن بعضها يفاجئنا ويسعدنا، خصوصا عندما يكشف لنا جانبا قد يكون فاتنا أو لم يُتناول من قبل. وهذا تحديدا ما يمكن قوله عن كتاب «ديور غلامور مارك شو» Dior Glamour Mark Shaw للمصور الفوتوغرافي الشهير مارك شو والصادر عن دار النشر «ريزولي». يتألف الكتاب من 130 صورة، التقطها ما بين عامي 1952 و1962، نسبة كبيرة منها تُنشر لأول مرة، لكن كلها تدخلنا إلى دهاليز الموضة في تلك الفترة بكل إبهارها ودراميتها ودينامكيتها. فمارك شو لم يكن مصورا عاديا، وإلى جانب شهرته كمصور موضة وإعلانات، اشتهر بالتقاطه صورا حميمة لأفراد من عائلة كيندي بحكم صداقته بهم، كما بدأ مشواره في مجلتي «هاربرز بازار» و«مادموازيل»، قبل أن يبدأ تعاونا طويلا ومثمرا مع مجلة «لايف». دام هذا التعاون لمدة 16 عاما، قدم لها خلالها 27 غلافا ومئات القصص المصورة، منها صور للرسام بابلو بيكاسو، ولنجمات مثل إليزابيث تايلور، وأودري هيبورن.

عمله مراسلا لمجلة «لايف» في باريس في الخمسينات من القرن الماضي، فتح له أبواب «بيت ديور»، خصوصا بعد أن حصل على ثقة السيد كريستيان ديور، التي كان من الصعب على أي كان أن يحصل عليها. لهذا كان من السهل عليه الدخول إلى ورش الدار في أوقات حساسة، كان يقوم فيها المصمم بنفسه ببروفات على فساتينه أو يجري رتوشا نهائية وما شابه من عمليات تُعدّ سرية في عالم الموضة. وجدير بالذكر أن فضلا كبيرا في شهرة الدار الفرنسية وانتشارها في أميركا في الخمسينات يعود للصور التي التقطها ونشرتها مجلة «لايف»، إحدى أهم المجلات في تلك الفترة.

لم تنته علاقة المصور بالدار إلا بعد موت السيد ديور فجأة في عام 1957 ببضع سنوات. فالكتاب يتضمن أيضا صورا قليلة من أعمال كل من إيف سان لوران قبل أن يتم استبدال المصمم مارك بوهان به.

الكتاب بسمكه وحجمه ونوعيته يستحق أن يكون في خزانة أي مهتم بالموضة.