«فاشن فورورد» 2014 يعزز مكانته منصة رائدة تحتضن مواهب الشرق الأوسط

حوارات حول آفاق صناعة الموضة في المنطقة تنافس عروض الأزياء في القوة

من عرض إزرا Ezra
TT

ما من شك في أن دبي منتشية وفي أحلى حالاتها وحلتها هذه الفترة. المقصود هنا ليس فقط طقسها الذي لم ترتفع درجات حرارته بعد، بل فنونها واحتفالاتها التي لا تنتهي إلى حد أنك تشعر باللهاث وأنت تتابعها، ما إن تحاول أن تلتقط أنفاسك من حدث حتى تفاجئك بآخر. وهكذا ما بين الدورة الثامنة للفنون «آرت دبي» التي انتهت في شهر 22 مارس (آذار) الماضي، وعرض دار «شانيل» المرتقب في 13 من الشهر المقبل، الذي لا تزال أصداؤه تتردد بقوة انتظارا لما سيقدمه قيصر الموضة كارل لاغرفيلد فيها، ضربت لنا موعدا في الأسبوع المقبل للاستمتاع بالحدث الأبرز في صناعة الموضة والأزياء في منطقة الشرق الأوسط: «فاشن فورورد» في موسمه الثالث. سينطلق الحدث في العاشر من شهر أبريل (نيسان) في مدينة جميرا، والآمال معقودة عليه بأن يكون أكبر وأقوى من الموسمين السابقين. وبالنظر إلى برنامجه الحافل، ولائحة ضيوفه العالميين وأسماء المصممين المشاركين فيه، فإنه لا يمكن أن يخيب الآمال.

ما يحسب لهذا الحدث أنه متمسك بالنجاحات التي حققها لحد الآن، وجاد في مواصلة المسيرة بالحرص على تنوع المواهب الإقليمية، وإشراك خبراء أزياء عالميين في البرنامج للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم في تخصصاتهم، وإيجاد مساحة فنية فريدة لتبادل الأفكار والخبرات.

وفي هذا الصدد، قال بونج جويريرو، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«فاشن فورورد»: «لم نتوقع النجاح اللافت الذي حققه (فاشن فورورد) في موسميه الأول والثاني، لهذا نتطلع بحماس لعام 2014، حيث سنواصل العمل لتوفير أفضل منصة للمصممين الإقليميين لاستعراض مواهبهم وعرض إبداعاتهم في مجال الأزياء». وتابع: «منذ البداية، كنا حريصين على مشاركة مصممين يمثلون أكبر عدد من دول المنطقة، وهذا ما سيلمسه زوار الحدث موسما بعد آخر، وسنظل عند التزامنا بمشاركة أكثر المصممين إبداعا ولفتا للاهتمام، بدليل أن الموسم الثالث سيضم كوكبة من المصممين المميزين من المنطقة، منهم من شارك سابقا، ومنهم من سيشارك للمرة الأولى، وفي كل الحالات، نحن على ثقة بأن تصاميمهم ستكون محط أنظار الجميع».

لكي يحافظ على زخمه ويكتسب صبغة عالمية، كان لا بد لـ«فاشن فورورد»، أن يحرص على عملية استقطاب خبراء ومصممين عالميين للمشاركة فيه. قناعته أن الرؤية لا يمكن أن تتحقق بالاعتماد على عروض الأزياء وحدها، «بل لا بد من إثرائه بالجلسات الحوارية التي تناقش آفاق صناعة تصميم الأزياء في المنطقة»، حسب قول جويريرو.

في الموسم الماضي، مثلا، استضافت نانيت لابور، وهي مصممة وعضو في «مجلس مصممي الأزياء في أميركا» تتمتع بخبرة عالية في مجالي التصميم والتحكيم في الوقت ذاته، وستيفان سيجال مؤسس موقع (Not Just A Label)، وبن مالكا الرئيس التنفيذي لشركة «هالستون»، كما سجل المصمم ربيع كيروز حضورا قويا. ولهذا الموسم، سيستضيف باقة لا تقل أهمية من المصممين والخبراء الأكاديميين وأيضا المبتكرين في مجال التجارة الإلكترونية لتبادل الآراء حول فن التصميم وصناعة الأزياء في المنطقة من خلال «حوارات حي دبي للتصميم». قوة هذه الأسماء مذهلة، تكفي وحدها لمنح الأيام الثلاثة للحدث دفعة قوية، وتجعل العالم يلتفت إلى الشرق الأوسط منتظرا ما ستبدعه أنامل شبابه. من هؤلاء، نذكر فيرن ماليس، مؤسسة أسبوع نيويورك للأزياء، التي ستتحدث عن تجربتها الغنية في عالم الموضة من خلال كلمة بعنوان «أسبوع الأزياء: نحو أفق جديد»، علما بأن فيرن ماليس كانت أول من أطلق أسبوع نيويورك للأزياء عام 1993، مغيرة بذلك معالم صناعة تصميم الأزياء كما نعرفها. بعد ذلك، أطلقت أسابيع أزياء مماثلة في كل من ميامي ولوس أنجليس وبرلين وموسكو ومومباي وسيدني وملبورن وعدد من مدن العالم. كما عينت مديرا تنفيذيا لمجلس مصممي الأزياء في أميركا (CFDA) ما بين عامي 2001 - 1991. وتبوأت عدة مناصب قيادية واستشارية في صناعة الأزياء.

هناك أيضا المصمم إينيو كاباسا، مؤسس دار الأزياء الإيطالية كوستيم نآسيونال (CoSTUME NATIONAL) في عام 1986، الذي جعل منها اسما عالميا يقبل عليه الرجال والنساء على حد سواء، لما يتمتع به من أسلوب خاص ومميز يحرص على أدق التفاصيل. ستتركز كلمته على «العلامة التجارية الإيطالية الشهيرة: مفهوم التصميم وراء كوستيم ناسيونال»، الأمر الذي سيكون مهما لأي مصمم شاب ينوي التوسع والتحليق بماركته عالميا، والأهم جعلها قوية في ظل المنافسة الشديدة.

من الضيوف الذي يثيرون الكثير من الاهتمام والحماس أيضا، البريطانية أليكسا تشونج، وهي عارضة أزياء ومقدمة برامج تلفزيونية وكاتبة مساهمة في مجلة «British Vogue». أهميتها بالنسبة للحضور، إلى جانب كل ما سبق ذكره، أنها تخاطب شريحة كبيرة من المهتمين بالموضة، أغلبهم من شريحة الشابات المهتمات بالموضة وآخر صيحات الموضة. وستشارك تشونج في جلسة عنوانها: «في حوار مع أليكسا تشونج» سيتمكن فيها الحضور من إلقاء أسئلة مباشرة عليها، كما ستحضر معظم العروض وتنقل فعالياتها عبر مواقع الإنترنت التي تعمل فيها، سواء كانت موقع «فوغ» أو مدونتها الخاصة، الأمر الذي سيكون له أثر كبير على المشاركين.

ولأنه من المستحيل الآن تجاهل قوة الإنترنت وتأثيرها، كان لا بد من مشاركة قوية من مواقع مهمة سواء للتغطيات الصحافية أو لبيع منتجات كل من تستشف فيه خيرا من المصممين. وهنا، لا بد من ذكر موقع «بوتيكا» (Boticca.com) للإكسسوارات والمجوهرات، الذي سيكون حضوره ملموسا، حيث اختار كيان فروغي، رئيسه التنفيذي، الحديث عن مسألة ملحة في عالم تصميم الأزياء تتمثل في «الانتقاء والشراء في حقبة التصاميم الشخصية». وسيركز خلال حديثه على المشاكل التي تواجه متاجر الأزياء عبر الإنترنت. ويعترف فروغي بأن ما يشجعه على متابعة «فاشن فورورد»، التعرف على «الموجة التالية من المصممين المبدعين في المنطقة، خصوصا أنه يجمع أفضل مصممي بلدان الشرق الأوسط ومجلس التعاون».

هذا وستنعقد جلسة حوارية متخصصة عن الشراء ومتاجر التجزئة الإلكترونية بعنوان: «التجارة الإلكترونية: إعادة تشكيل عادات الشراء»، سيشارك فيها كل من: ديلفاين إيدي المديرة والشريكة المؤسسة للمنصة الإعلامية الرقمية «Diwanee.com»، وحسام عرب المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لدى المتجر الإلكتروني «نمشي» «Namshi.com»، وأحمد الخطيب مؤسس والرئيس التنفيذي لدى «MarkaVIP».

وسواء تعلق الأمر بالمشاركات العالمية والحوارات القيمة التي تستهدف زيادة الوعي بأهمية الموضة كصناعة قائمة بذاتها، أو بفرصة لا تفوت بالنسبة للمصممين الشباب لاستعراض قدراتهم ومواهبهم، فإن أكثر ما يثير في «فاشن فوروود» نظرته المستقبلية واهتمامه، إن صح التعبير، ببنيته التحتية. والمعنى هنا تثقيف المصمم بجوانب أخرى قد يكون غافلا عنها في غمرة الألوان التي يحيط نفسه بها، أي إن التصميم لا يعني فقط ألوانا وأقمشة وتطريزات فحسب، بل أيضا حسابات واستراتيجيات إن لم تكن للتوسع واقتحام أسواق عالمية، فللبقاء في ظل منافسة شرسة لا ترحم من يتوقف لالتقاط أنفاسه ولو لموسم واحد.

* شراكات عالمية وحوارات مهمة في نسخته الثالثة، يواصل «فاشن فورورد» شراكته مع مجموعة من أشهر المؤسسات الأكاديمية المعنية بتصميم الأزياء، وهي: «كلية لندن للأزياء» بالمملكة المتحدة التي تستضيف كلمة بعنوان «الكتابة مقابل التصميم»؛ «أكاديمية دومس» للتصميم والأزياء في ميلان بإيطاليا التي ستقدم كلمة المصمم إينيو كاباسا، و«معهد الأزياء للتقنية» (FIT) بنيويورك الذي سيقدم كلمة بعنوان «رؤية متأملة لسوق تجزئة الأزياء بالولايات المتحدة الأميركية».

- ليفيل Level يستضيف «ليفيل - ملتقى الأحذية» في دبي مول جلسة حوارية عن سبل الانطلاق بعلامات التصميم المحلية نحو العالمية بعنوان «صناعة الأحذية: مواهب صاعدة نحو العالمية».

ويشارك في هذه الجلسة الحوارية كل من رانيا مصري المدير العام لـ«ليفيل - ملتقى الأحذية»؛ ألبيرتو أوليفيروس كبير المشترين فيه، غانم الشامسي المؤسس المشارك لـ«Private Collection»؛ ومصمما الأحذية أنس يونس شناعة وأماندا نافاي.

«سواروفسكي» تعد أحجار «سواروفسكي» الحاضر الدائم في معظم عروض الموضة العالمية. فعدد قليل من المصممين لا يعتمد على بريقها وألقها لصياغة الأزياء أو الإكسسوارات أو حتى قطع ديكور، لهذا فإن الكلمة التي ستلقيها لي - آن كارتر، من مركز «سواروفسكي» للتصميم (SDC)، بعنوان «مواضيع عن الكريستال الملهم» ستكون مهمة وفي محلها.

- «حي دبي للتصميم» يستضيف «حي دبي للتصميم» (d3) جلسة حوارية ثرية عن العلاقة بين الفن وتصميم الأزياء، يشارك فيها كل من كارميلا سبينيلي أستاذ الأزياء بكلية سافانا للفنون والتصميم (SCAD) بولاية جورجيا الأميركية، وعلي خضرا مؤسس مجلة «كانفاس»، والمصممة والفنانة باتريشيا ميلنس، وليندسي ميلر مديرة «حي دبي للتصميم».

تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه الجلسات، إن لم نقل كلها، ستجري بدعم من «حي دبي للتصميم دي ثري» الذي جرى إنشاؤه خصيصا لتعزيز نمو قطاع التصميم والموضة والصناعات الفاخرة في إمارة دبي. وسيوفر المشروع للشركات ورجال الأعمال والأفراد بيئة إبداعية مخصصة لتلبية كل ما يتعلق بفن التصميم والموضة والسلع الفاخرة، إضافة إلى دعم المواهب المحلية والإقليمية والعالمية في مجال التصميم.

وتشكل «حوارات حي دبي للتصميم» جانبا مهما من فعاليات من «فاشن فورورد» الذي يتضمن في نسخته الثالثة ثمانية عشر عرض أزياء، ومتجر «ذا جاردن» الذي يفرد منصات لأكثر من سبعين من المصممين المتخصصين في الإكسسوارات المبدعة ومستلزمات الحياة العصرية الراقية التي ستباع مباشرة للحضور.