حقائب سفر.. خفيفة الوزن وعلى العين

تعتمد على الأناقة والتكنولوجيا وتراعي متطلبات المطارات ورجال الأعمال

حقيبة سفر من «مالبوري» - حقيبة تيغرا لايت من «تومي» - حقيبة من «تومي»
TT

في الماضي كان السفر ترفا تحتكره شريحة محددة من الأثرياء، وكما كان يستغرق وقتا أطول، كان يتطلب أناقة عالية، سواء تعلق الأمر بالسفر بقطار الشرق الأوسط السريع أو بباخرات عملاقة أو الطائرات فيما بعد. لكن شتان بين الماضي والحاضر، فعنصر التنقل من مكان إلى آخر خرج من نطاقه المحدودة ليشمل العامة بفضل الرحلات الاقتصادية، كما لم يعد ترفا بقدر ما هو ضرورة من ضرورات العمل والحياة. فمن رجال الأعمال من يقضي معظم أوقاته على متن طائرة متنقلا من قارة إلى أخرى، ما يجعل صناع منتجات السفر ينتبهون إلى أدق التفاصيل لقراءة متطلباته وتسهيل حياته، بدءا من طرح قمصان وبدلات بأقمشة لا تتجعد أو حقائب سفر من الوزن الخفيف. وهي حقائب تختلف تماما عن تلك التي كانت دور متخصصة في الجلديات مثل «لوي فويتون» الفرنسية و«لويفي» الإسبانية تتفنن فيها. وقتها كانت الطبقات الأرستقراطية والثرية تطلب حقائب على المقاس، حسب متطلباتها الشخصية وأسلوب حياتها، حتى تأتي بالتصميم الذي يستوعب ما سيضعونه بداخلها، من أزياء فخمة يخاف عليها من التلف، أو مجوهرات أو أدوات منزلية مثل أكواب الشاي أو أدوات الصيد وغيرها، إذ لا ننسى أن الرحلة كانت تستغرق عدة أسابيع إن لم نقل أشهرا.

اليوم، وفي حين لا تزال هذه البيوت تقدم خدمات على المقاس لزبائنها النخبويين، فإنها أيضا تطرح حقائب سفر جاهزة تأخذ بعين الاعتبار أن صاحبها يسافر كثيرا. هذا الزبون لا يحتاج إلى حقائب تشبه الصناديق، بل حقائب خفيفة يمكنه حملها معه للطائرة لأن رحلته لن تستغرق سوى أيام معدودة أو بضعة أسابيع.

من هذا المنطلق جرى التخفيف من سماكة الجلود المستعملة فيها وإدخال خامات جديدة مثل النايلون من دون أن تتجاهل ضرورة الحفاظ على قوتها حتى لا تتلف أو تتعرض للكسر أو التلف بسهولة بسبب المعاملة العشوائية في أحد المطارات. شركة «تومي» (Tumi) الأميركية، مثلا، انتبهت إلى هذه الحاجة ولبتها في حقيبة «تيغرا - لايت» (TEGRA - LITE)، المصنوعة من مادة حديثة تعرف بـ«تيغريس»، وهي مادة بلاستيكية حرارية تجمع بين خاصيتي الخفة والمتانة ومقاومة الحرارة والمواد الكيماوية، كما تتميز بلمعان سطحها. وكانت هذه المادة قد استعملت أول مرة في صناعة الدروع الواقية التي يستخدمها المحاربون، قبل أن تنتقل لسائقي السيارات السريعة ولاعبي كرة القدم الأميركية، لوقايتهم من الصدمات.

دار لوي فويتون ولويفي ومالبوري وغيرها من البيوت التي بدأت شركات لصناعة الجلود وحقائب السفر، لم تنس ماضيها وتطور في كل عام حقائبها حتى تبقى في الطليعة.