أساسيات السفر.. ألوان متقاربة وتصاميم مريحة

الراحة والتحرر من القيود اليومية لا تعني مخاصمة الأناقة في الإجازات

TT

كم مرة توجهنا في رحلة صيفية محملين بالأثقال من دون أن نستعمل أكثر من نصف ما نأخذه معنا؟. يأتي الجواب دون تردد: عدة مرات. وعلى ما يبدو فإن السبب يعود إلى أننا لا نعرف طبيعة الوجهة ونوعية نشاطاتها فنأخذ كل شيء تقع عليه العين على أنه مهم لا يمكن الاستغناء عنه، مع أن الذي يجب أن نضعه نصب أعيننا أن ما يليق بالبحر لا يليق بالجبال أو المدن، وما يليق بعطلة في الهامبتونز (بالولايات المتحدة الأميركية)، لا يليق بعطلة في إيطاليا أو سويسرا أو جنوب فرنسا.

تؤكد بريجيت جيتر، وهي خبيرة أزياء من مدينة دوسلدورف، هذه الحقيقة قائلة إن التوجه إلى أماكن بعيدة، لا نعرفها يجعلنا نأخذ معنا أكثر مما نحتاجه لأنه يمنحنا نوعا من الطمأنينة النفسية، رغم أن التسوق في السفر له أيضا متعته الخاصة في حالة نسينا بعض الأشياء. وتشير أنه على الرغم من اختلاف الوجهات ومتطلباتها، هناك أساسيات تليق بكل زمان ومكان، لأنها بسيطة وعملية، وفي الوقت ذاته مريحة من دون أن تتنازل عن عنصر الأناقة العصرية. هذه الأساسيات تتلخص في قميص أبيض، (تي - شيرتات)، وصندل بسيط وفستان من القطن بتصميم منساب يناسب النهار والمساء، ولا بأس إن كان طويلا يمنحك مظهرا بوهيميا ورومانسيا في الوقت ذاته، وبنطلون من الجينز وآخر بتصميم «كابري»، يغطي أكثر من نصف الساق، من القطن أو الكتان، ووشاح من القطن للنهار وآخر من الكشمير يمكن أن يفيد في المساء في حال تغير الطقس، أو خلال الرحلة الجوية، إذا كانت الرحلة طويلة. بالنسبة للرجل، تقترح سترة «بلايزر» بلون أبيض أو أزرق مع بنطلون مستقيم من القطن بأي لون من ألوان الطيف، بما أن الرجل في إجازة من القيود الاجتماعية ومتطلبات العمل الرسمية.

وتقترح بريجيت أيضا طريقة مثالية لتلخيص ما يجب أن تتضمنه حقيبة السفر، تتخلص في التركيز على أن تكون كل الأزياء بلونين أساسيين فقط ودرجات متقاربة مثل البيج والأحمر مثلا، أو البيج والأزرق ومشتقاتهما، بحيث يمكن التلاعب بهما بسهولة، إضافة إلى اعتماد ما يعرف بموضة الطبقات المتعددة التي تعتمد على القطع المنفصلة، حتى يمكن حذف ما لا نحتاجه منها عند الوصول إلى وجهتنا، أو اللجوء إليها إذا تغيرت أحوال الطقس. فليس من المضمون أن يكون الطقس مشمسا في كل الوجهات والأوقات، الأمر الذي يتطلب التسلح بكنزة أو شال أو معطف خفيف.

وتضيف جيتر أنه يفضل في رحلة على شاطئ البحر، أن تكون الملابس بسيطة مثل سترة خفيفة وبنطلون من الكتان للرجل، وفستان أو «تي - شيرت» مع تنورة طويلة وواسعة للمرأة، علما أنها كلها قطع لا تحتل مساحة كبيرة من الحقيبة.

* موضة هذا الصيف لوحة مائية لا تتعارض مع الكلاسيكية المهم في كل هذا أن يبدأ الاستمتاع بالرحلة بمجرد التفكير فيها والنية عليها، وهي متعة لا يجب أن تنسيك أن تكوني على أتم الاستعداد لكل الطوارئ والاحتمالات باختيار كل الأزياء والإكسسوارات اللازمة فقط. وهذا يعني أن لا تثقلي كاهلك بالأثقال وأخذ ما قل ودل مثلا:

- جاكيت خفيف أساسي، إذ يمكن تنسيقه مع بنطلون جينز أو تنورة أو فستان في المساء عندما تنخفض درجات الحرارة، كما أنه يضفي بعض الرسمية على بنطلون الجينز إن تطلب الأمر. وتجدر الإشارة إلى أن الجاكيت، البلايزر» موضة منذ عدة مواسم وهو رائع في الصيف بألوان الأبيض أو البرتقالي أو الأصفر وغيرها من الألوان المتوهجة، وحتى إذا لم تكن لديك الإمكانيات لشرائه من «سان لوران» أو «بالمان» فإن «زارا» تطرحه بتصاميم وألوان جد أنيقة. الجاكيت القصير أيضا أنيق، وإن كان يفضل أن يكون «سبور» ومن الدينم مثلا، لأنه في هذه الحالة يمكن ارتداؤه مع فستان منسدل وطويل من الحرير أو الموسلين الشفاف أو القطن أو مع «تي - شيرت» وبنطلون». فمزج عدة خامات في الإطلالة الواحدة تكسر من حدة المظهر وتضفي عليه حيوية وعصرية.

* بنطلون الجينز، من القطع التي لا تستغني عنها الرجل والمرأة على حد سواء، في أي من المناسبات، وهو يتوفر في كل صيف بألوان كثيرة تتناسب مع أجواء الشمس وزرقة البحر والسماء، وبخامات منعشة مثل القطن. ورغم أن إغراء حمل أكثر من واحد معك كبير، إلا أن الاكتفاء بلون حيادي، مثل البيج أو الأزرق الداكن، يمكن أن يناسب النهار والمساء على حد سواء.

* الـ«تي - الشيرت» أصبح قطعة أساسية، لا سيما وأنه لم يعد تلك القطعة الرخيصة والعملية فحسب، بعد أن أدخلته بيوت عالمية مثل «بالنسياغا» و«بالمان» عروض الأزياء وبعد أن أصبحت أسعاره توازي أحيانا سعر خاتم من الذهب. الجميل في هذه القطعة أنها تبدو «كاجوال» مع بنطلون ضيق أو تنورة قصيرة، كما تبدو في غاية الأناقة مع جاكيت صيفي خفيف وقلادة مبتكرة وتنورة طويلة ومستديرة.

* الفستان، بكل أطواله، يبقى من القطع الأساسية في أي رحلة صيفية بغض النظر عن الوجهة، وإن كان يفضل أن لا يكون ضيقا يشد الجسم ويعيقه عن التنفس. الجميل فيه أنه يمكن أن يأخذك من النهار إلى المساء بسهولة، وبمجرد إضافة بعض الإكسسوارات. صحيح أن الفستان الأسود الناعم هو الأضمن والأسهل دائما، إلا أنه في الصيف يفقد بعض أهميته لصالح الأبيض أو المرجاني أو الأصفر أو الفستقي أو الأزرق وما شابهها من الألوان، سواء كانت بدرجات متوهجة أو هادئة.

* القفطان، وهو عبارة عن قميص طويل أو فستان قصيرة ينساب بسخاء على الجسم بفتحات جانبية، يمكن ارتداؤه على الشاطئ كفستان قصير، أو في الأمسيات مع بنطلون.

- الإكسسوارات بأهمية الأزياء في السفر، فهي أيضا لها مفعول السحر في تجديد المظهر، سواء كانت قلادة ضخمة أو طوق شعر أو إيشارب. وطبعا لا يمكن أن ننسى الحذاء، فهو أهم إكسسوار في هذه الحسبة. من الضروري أن يكون مريحا ومن دون كعب، خصوصا إذا كان النشاط الوحيد الذي ستقومين به هو التسوق والتجول بين المحلات والمقاهي. ولا بأس أن تأخذي معك آخرا بكعب للمساء والسهرة.

* مستحضراتك للتجميل أيضا يجب أن تكون مركزة ومحدودة، خصوصا وأنك لن تحتاجي سوى إلى كريمات واقية تحمي بشرتك وشعرك من أشعة الشمس، لا سيما بعد أن تلوح بشرتك أشعة الشمس الذهبية وتكتسبين لونا برونزيا سيغنيك عن أي كريمات الأساس أو حتى أحمر خدود.

* الإجازة فرصتك لتجرب موضة وألوانا غير مألوفة حتى عهد قريب كانت الألوان المتوهجة حكرا على المرأة، يهابها الرجل ولا يتجرأ عليها وكأنها نار ستلسعه وتودي بهيبته، مهما كانت ثقته بنفسه وجرأته على تجربة الجديد. تغيرت الصورة في السنوات الخمس الماضية تقريبا، حيث بدأت ألوان مثل الأحمر القاني والأخضر الزمردي والأصفر الموزي وغيرها تتسلل إلى خزانته. بداية كانت محاولات المصممين جريئة، وتقبل السوق لها خجولا، اقتصر على بعض الشباب ومحبي الاستعراض ولفت الأنظار، إلى أن دخلت بيوت أزياء مثل «بيربيري» و«زيغنا» و«كانالي» و«سالفاتوري فيراغامو» الخط، فضلا عن بعض خياطي شارع سافيل رو، المشهور بكلاسيكيته ممن عانقوا هذه الموجة رغبة في مخاطبة شرائح شابة ومواكبة توجهات الموضة. اطمأن الرجل قليلا وبدأ يعتاد الصور التي كانت تصدمه في المجلات والمحلات، مؤكدا المثل القائل بأن «الدق على الحديد يفك اللحام». فقد تقبلها الرجل الغربي، على الأقل، لا سيما أنه توصل إلى حل وسط يقضي بالاكتفاء بقطعة متوهجة، بنطلون أحمر مثلا، بينما تتلون القطع الأخرى بدرجات كلاسيكية أو العكس. في عروض هذا الصيف، اكتملت الصورة أخيرا في لوحة جذابة تقطر بالأناقة والرجولة الواثقة والمتحدية من شأنها أن تذوب من مخاوف أي متتبع للموضة. لكن بالنسبة لمن لم يألفوا هذه الألوان، ولا يزالون يشعرون بالغربة معها، فإن الصيف، وتحديدا الإجازات البعيدة عن الوطن، أفضل مناسبة لتجربتها والتعود عليها بالتدريج، على شرط أن يمزجها مع قطع تتناسب مع المكان الذي هو فيه من جهة، ومع شخصيته من جهة ثانية. وحتى تكتمل المتعة، لا بد له من بعض الأساسيات التي تتمثل في تصاميم مريحة وخامات منعشة ومتطورة لا تتجعد بسرعة وما شابهها من أمور:

* معطف ممطر، لأنه يكون خفيفا وفي الوقت ذاته يحميك من المطر وتقلبات الطقس المفاجئة، ولأنه قطعة كلاسيكية فإن الاستثمار فيه ضرورة، سواء تعلق الأمر بسعره أو الوقت الذي تخصصه للبحث عنه. ورغم أن الخيارات كثيرة فإن معطفا من «بيربيري برورسم» يكون دائما مضمونا لعدة أسباب، منها أنه أنيق وعصري وفي الوقت ذاته عملي، وبتصاميم متنوعة تخاطب كل الرجال والأذواق. هناك أيضا المعطف الصوفي، فهو أيضا خيار جيد، إذا كانت الوجهة باردة، على شرط أن يكون على المقاس وبلون حيادي لا يلفت الأنظار وغير ثقيل الوزن.

* كنزة من الكشمير مهمة في كل المواسم. الجميل في الأمر أن معظم المصممين طرحوها بتصاميم وألوان متنوعة، آخذين بعين الاعتبار إمكانية تنسيقها إما مع بدلة رسمية لتأخذ محل الصديري، لمظهر رسمي، أو مع قميص و«بلايزر» بنطلون جينز، لمظهر منطلق أو وضعها على الكتف عندما تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع.

* سترة «بلايزر» من الكتان أو القطن المخلوط بالحرير أيضا قطعة أساسية يمكنك تنسيقها بسهولة مع بنطلون جينز أو بنطلون مفصل حسب الرغبة وحسب المكان والزمان

* رغم أن حذاء «الموكاسان» أو «اللوفر» مريح في السفر، بتصميمهما المستلهم من الشبشب، فإن حذاء بأربطة وتصميم يميل إلى الكلاسيكية يمكن أن يخلق بعض التوازن ويضفي على مظهرك المنطلق بعض الرسمية التي قد يتطلبها المساء.