الأسباب الحقيقية خلف اعتزال وحجاب فنانات مصريات

منى عبد الغني: الدنيا لا تستحق كل هذا الحرص * عبير الشرقاوي: الوسط الفني متناقض * ميرنا المهندس: تنازلت عن أشياء قبل الندم

TT

زارت الفنانة الشابة موناليزا الكعبة المشرفة اثناء قضائها للعمرة ثم عادت الى الفندق. نامت، وعندما استيقظت ذهبت اليها مرة اخرى، وفي المرة الثانية قالت: شاهدت الكعبة هذه المرة بصورة مختلفة بعدها لم اقاوم فكرة اعتزال الفن وارتداء الحجاب. ويتكرر المشهد بصورة اخرى مع عبير صبري وفي الوقت الذي تلاحق فيه الاضواء النجمة الشابة المعروفة بأدوارها الساخنة، قررت الاعتزال، تاركه وراءها سيناريوهات، واعمالا تلفزيونية، ومسرحية، آخرها دورها في مسرحية سمير غانم المعروفة حاليا «دو ـ ري ـ مي ـ فاصوليا».

ويبدو ان مشهد اعتزال الجيل الجديد من الفنانات اصبح مألوفا ويكاد يكون ظاهرة. بدأ المشهد بالمطربة منى عبد الغني التي اعتزلت في قمة شهرتها بعد وفاة شقيقها ثم انضمت الى القائمة عبير الشرقاوي التي كان استمرارها في الفن مضمونا حيث يعتبر والدها جلال الشرقاوي واحدا من اهم المنتجين والمخرجين في تاريخ المسرح المصري، وبعدها جاءت موناليزا وميرنا المهندس وهي الوحيدة الشابة التي ظهرت في السنوات الاخيرة وقدمت دورا مميزا في مسلسل «بنات افكاري» وكان اعتزالها وارتداؤها الحجاب مفاجأة غير متوقعة.

«الشرق الأوسط» التقت الفنانات الشابات وبحثت عن الاسباب الحقيقية وراء ارتداء الحجاب.

الفنانة عبير صبري احدث معتزلة ترتدي الحجاب في الوسط الفني بعد ان قضت 10 سنوات في الوسط الفني وقدمت مجموعة كبيرة من الاعمال التلفزيونية اشهرها «من الذي لا يحب فاطمة» و«هوانم جاردن ستي» و«المحاربون» و«الفرار من الحب» وعلى المسرح قدمت «حوده كرامة» و«دستور يا اسيادنا». وفي السينما قدمت مجموعة من الاعمال: «البطل» و«اتفرج يا سلام» و«القلب يخطئ احيانا» وآخر افلامها كان «شجيع السينما» قبل عامين وانتهت مؤخرا من تصوير فيلم «فلاح في الكونغرس» للمخرج محمد الشرقاوي وكانت قد طلبت من المنتج احمد الابياري والفنان سمير غانم البحث عن بطلة جديدة لمسرحية «دو ري مي فاصوليا». وعن الحجاب قالت عبير صبري: المقربون لي لن يتعجبوا من هذا القرار الذي اعتبره البعض قراراً جريئا مني ولكني أرى انه قرار جاء في وقته المناسب قبل ان اغوص في النجومية وانتقل من عمل لآخر ولا أجد الوقت لتلبية أوامر الله التي فرضها علينا لذلك قررت ارتداء الحجاب بعد ان ظلت الفكرة داخلي اكثر من اربع سنوات ورغم ملابسي وادواري التي قد يعترض عليها البعض الا انني من داخلي كنت اقرب الى الالتزام والحجاب، وفي الفترة الاخيرة كنت اتابع ندوات الشيخ عمرو خالد واعجبني كثيرا كلامه وفجأة قررت الحجاب وزوجي يعلم ذلك جيدا ويشجعني عليه، وللعلم لم اندم ابدا على أي عمل قدمته بل احترم كل قرار في حياتي واشعر ان ما وصلت له الان هو نتيجة لحياتي السابقة.

وعما يثار حول اموال الفنانين والتي يحصلون عليها من اجل ارتداء الحجاب والاعتزال قالت عبير: أرفض كل هذا الكلام واشعر انه غير منطقي فكل المعتزلات السابقات لهن كل الاحترام والتقدير والاعتزاز ومن غير المنطقي ان تظل هذه الجهات متولية لامور الصرف حتى يومنا هذا وبعد مرور عشرات السنوات على الاعتزال ولقد حسن هذا الامر من قبل وتأكد الجميع انه مجرد كلام ليس له اساس من الصحة.

* دنيا لا تستحق

* الفنانة المعتزلة منى عبد الغني قالت عن الحجاب والاعتزال: الكل يعرف السبب وراء اعتزالي وحجابي وهو وفاة اخي الاكبر في باريس حيث كان يعيش هناك وشعرت وقتها ان الدنيا غدارة ولا تستحق كل هذا الحرص منا عليها فاعتزلت وقررت ارتداء الحجاب والذي كان اخي دائما يوصيني بارتدائه ولكن لانشغالي في اعمالي الفنية كنت دائما أؤجل التفكير في هذا الامر ولكن الآن وبعد اربع سنوات من الاعتزال اصبحت أرى الدنيا بشكل جديد مختلف تفرغت اكثر لابنائي ولزوجي واقوم باعمال خيرية كثيرة ولا ارى أي عيب في اجراء حوارات صحافية أو تلفزيونية واحيانا اشارك في اغان من اجل اهداف محددة مثلما غنيت للقدس ولصالح مستشفى سرطان الاطفال وقدمت عملاً دينياً في رمضان الماضي وهكذا.

وتكمل منى عبد الغني: والحجاب في سن مبكر يجلب خيرا كثيرا للمرأة المسلمة التي تراعي حقوق ربها عليها وهو ما احاول ان اقوم به ومنذ حجابي واشعر انني اصبحت قدوة للعديد من الشابات وهذا بفضل الله علي، ولقد سعدت جدا بحجاب حنان من بعدي وحجاب عبير الشرقاوي في العام الماضي وحجاب ميرنا المهندس وعبير صبري مؤخرا وشعرت ان هناك الكثيرات موجود داخلهن الخير ويتمنين السير على الطريق المستقيم ولكنهن بحاجة الى الارشاد والتعليم.

* متناقضات سيئة

* الفنانة العتزلة عبير الشرقاوي والتي بدأت مشوارها مع والدها جلال الشرقاوي في مسرحية «العالمة باشا» وبعدها قدمت مجموعة من الاعمال التلفزيونية مثل احلام الفجر الكاذب وفيلم «حلق حوش» تقول عن تجربتها: بعد ان قمت بأداء فريضة الحج قبل عامين شعرت انني مقصرة في واجبي تجاه الله تعالى، فقررت ارتداء الحجاب حتى جاء الوقت المناسب الذي اعلنته للجميع وارتديته واعتزلت الفن باكمله، وتقول عبير: الحجاب فريضة والكل يعلم ذلك ولكن داخل الوسط الفني يغيب عن الجميع العديد من القيم والمفاهيم الدينية، فالعمل في الفن متعب ومرهق والوسط مليء بالمتناقضات السيئة وطوال عملي فيه كنت اقول دائما انه بالتأكيد الله غير راض عني لانه جعلني اعمل في هذا المجال ولكن للاسف لم اكن اعلم اي مهنة اخرى حتى دراستي كانت بقسم المسرح بالجامعة الاميركية ولكني الآن سعيدة جدا بقراري واتمنى ان يرتدي الحجاب الجميع حتى ولو يعملن به فالحجاب سوف يفرض على الجميع اداء ادوار ملتزمة مما يرفع من مستوى الوسط الفني ومستوى اعمال الوسط الفني، وقالت عبير الشرقاوي الآن تفرغت الى ابني جلال ومتابعة حياته ودراسته.

* الخوف من الندم

* أما الفنانة ميرنا المهندس والتي بدأت مشوارها الفني منذ 8 سنوات من خلال مسلسل «بيت العائلة» للمخرج حلمي المهندس وبعدها قدمت مجموعة من الاعمال التلفزيونية والمسرحية وارتدت الحجاب منذ عدة اسابيع فتقول عن الحجاب والاعتزال: فكرت كثيرا في الحجاب خاصة بعد محنة مرضي التي امر بها حاليا والتي اعاني منها كل يوم وليلة فمرضي مرض مزمن يلازمني منذ فترة طويلة جدا وسافرت كثيرا للعلاج في الخارج لكن دون جدوى وهو الشيء الذي منعني من العمل خلال السنوات الماضية حتى عرض علي المخرج الراحل يحيى العلمي دوري في مسلسل «بنات افكاري» والذي عرض في شهر رمضان الماضي وقتها تحاملت على نفسي وجددت من شكلي وبدأت في التصوير وعندما يشتد علي الألم كنت ادخل الى حجرتي وابكي وعندما اعدت ترتيب اوراقي وفكرت في الطريق الجديد الذي رسمته لنفسي والاعمال التي تعاقدت عليها والنجومية التي احلم بها وجدت ان المرض اختبار من الله ويجب علي ان اقوم بكل الواجبات التي علي القيام بها وبالفعل كان الحجاب والاعتزال فوجدت ان ما احلم به من اعمال وشهرة تجعلني اتنازل عن اشياء كثيرة قد اندم عليها بعد ذلك فاخذت ابتعد عن الوسط الفني وان ابدأ حياتي من جديد وافكر الان في عمل جديد اقوم به تكون امواله حلالا.

ولكن هل اموال الفن حرام؟ لست مفتية حتى استطيع ان اقول اذا ما كان الفن حلالا أم حراما ولكن اشعر انه من الافضل ان ابتعد عن الشبهات وابدأ حياتي بأموال يجمع الكل على انها اموال خالصة من اجل الله تعالى، والان احاول ان اجمع اكبر قدر من المعلومات الدينية حتى ازداد في الدين والشريعة عسى ان يرضى الله عني، والكل يشجعني على ذلك حتى والدتي واختي واللاتي لم يرتدين الحجاب حتى الآن الا انهما يعتبران ان هذه الخطوة في صالحي واستعد قريبا للسفر الى الولايات المتحدة الاميركية من اجل مواصلة العلاج هناك فأشعر ان الصحة كنز كبير لا يشعر به احد الا المرضى.

* بدأت بالحجاب

* اما موناليزا التي بدأت مشوارها منذ ثلاث سنوات مع الفنان محمد هنيدي في فيلم «همام في امستردام» وبعده «عمر 2000» و«اصحاب ولا بيزنس» ومسرحية «حكيم عيون» ومسلسل «حديث المساء والصباح» فقد قررت الاعتزال بعده وارتداء الحجاب، وقالت: «شجعني المخرج سعيد حامد والمنتج محمد العدل على بطولة فيلم «همام في امستردام» وشعرت انها تجربة جيدة تستحق مني المجازفة وبالفعل بدأت المشوار وقدمت مجموعة من الاعمال وفي كل فيلم كان الكل يؤكد انني ازداد نضجا وفهما ووعيا ولكن فجأة شعرت ان الوسط الفني لا يناسبني وتأثرت كثيرا بكل من سبقني من الفنانات الكبار اللاتي رغم كل ما حققنه من نجومية اكتشفن ان الاعتزال والابتعاد عن الفن اقوى، لذلك قررت ان ابدأ به بدلا من انهي حياتي به وكان الاعتزال والحجاب».