شخصيات هامشية

أنس زاهد

TT

مثلما هو الحال في الأدب، فانه لا توجد شخصيات ثانوية أو هامشية في فن الدراما بمختلف أشكاله، كل شخصية ضرورية في العمل الدرامي، والحيز الذي تشغله لا يمكن تعويضه، مهما كان هذا الحيز ضيقا.

في رواية «الجريمة والعقاب» لدوستويفسكي، وعلى الرغم من ضآلة الحيز الذي شغلته، كانت شخصية اخت القتيلة المرابية، مهمة جداً لاكتمال الهيكل الروائي لهذا العمل الضخم.. فالشخصية كانت تتمتع بملامح واضحة وحضور قوي، ولم تكن مجرد اداة تم وضعها في طريق البطل لتعقيد مأزقه الوجودي والأخلاقي.

لقد كانت الشخصية مبنية بعناية فائقة، وتتسم بذات القدر من التعقيد والخصوصية التي تتسم بها الشخصيات الضخمة التي تحتاج الى قراءة عميقة للاحاطة بأبعادها. ولو قدر لهذه الرواية ان تتحول الى فيلم سينمائي او مسلسل تلفزيوني، فان هذه الشخصية ستحتاج الى ممثلة من نوع خاص لتقوم بأدائها بالشكل المطلوب.

الشخصيات الروائية مهما كان حجمها هي شخصيات من لحم ودم، وطالما ان الشخصيات الهامشية ليس لها وجود في الحياة، فان من الطبيعي ألا يكون لها وجود في فن الرواية والدراما عموماً.

من تعتقد انهم هامشيون هم الناس الحقيقيون.