شاهناز عبد الله: «باربي» مكانها في محلات الألعاب وليس على شاشات التلفزيون

المذيعة اللبنانية تركت برنامجها «خليك بالبيت» حتى لا يمل الجمهور ظهورها على الشاشة بكثافة

TT

بداية الاعلامية اللبنانية شاهناز عبد الله في التلفزيون كانت عن طريق الصدفة، فهي خريجة جامعية في قسم «علم النفس»، الا انها استطاعت ان تشق طريقها الى قلوب المشاهدين وتركت بصماتها في اكثر من عمل تلفزيوني، شاركت في تقديمه، مثل «عالم الصباح» و«الليل المفتوح» واخيراً «خليك بالبيت». مع الاعلامي زاهي وهبي، وتقول شاهناز عبد الله لـ«الشرق الأوسط» ان تخصصها الجامعي ساعدها ليس فقط في التعامل مع الناس «ولكن لفهم نفسي والتصالح معها وهذا برأيي هو الأهم».

وتفكر شاهناز في تقديم برامج اجتماعية على رغم ادراكها اهمية اختصاصها في هذا المجال «لأنني ارى ان هذه البرامج لا تستطيع ان تقوم بأكثر من تسليط الضوء على الامراض الاجتماعية الخبيثة السائدة من دون القدرة على ايجاد حل جذري لها. وبالنسبة الي فإنني ارفض تقديم برنامج يكتفي بإظهار المشكلة من دون الحل». وتستدرك قائلة: «الا ان هذا لا يعني انتقاصي من شأن البرامج الموجودة على شاشتنا المحلية، لأن بعضها يطرح المواضيع الهامة بطريقة ملفتة ومميزة تجذب المشاهد. كذلك ارفض الاكثار من الاطلالات امام الكاميرا، لأن القصة ليست في الكمية بل النوعية. فكثرة الظهور تجعل المقدم يستهلك نفسه ويفقد اي جديد يمكنه ان يضيفه». ولهذا السبب تركت شاهناز برنامج «خليك بالبيت» الذي كانت تقدمه بالاشتراك مع زاهي وهبي، وتفرغت لتحضير برنامج جديد، لم يحدد اسمه بعد، ستقدمه في دورة البرامج المقبلة. ولا تنكر شاهناز فضل برنامج «خليك بالبيت» في صقل شخصيتها واغنائها، الا انها تعتبره محطة مهمة في حياتها العملية من دون ان تشعر بالحنين اليه. وعن البرنامج الجديد تقول: «انه يأخذ كل وقتي، فهو يتضمن لقاءات مع شخصيات بارزة من انحاء الوطن العربي، ليحاورهم في محيطهم الشخصي عن اسباب نجاحهم». ولا تستطيع شاهناز ان تؤكد الى «اي مدى سيكون برنامجها فريداً من نوعه». لأن الانفتاح على الفضائيات العربية والاجنبية «ساهم في وقوعنا في فخ التكرار والاستنساخ والتقليد». مضيفة «لكنني ارى ان المقدم هو الذي يستطيع اخراج برنامجه من دائرة التقليد باضفاء لمسته الخاصة عليه. وانا لا اضع نصب عيني الخروج عن الاستنساخ بقدر اهتمامي بالبحث عن عمل متكامل وخال من الثغرات لأطل عبره على الجمهور».

وتعترض شاهناز لدى سؤالها عن رغبتها في تقديم برنامج سياسي، متسائلة «لماذا تسود عقدة البرامج السياسية الوسط الاعلامي. فالكل ينظر اليها وكأنها تعني الكمال ويعطونها ثقلاً اكبر من غيرها. بينما يجب ان يقاس نجاح المقدم بقدرته على تقديم برنامج جيد ومتماسك مهما كان نوعه»، معتبرة «ان نجاح المقدمة يعتمد على الخبرة وسرعة البديهة اضافة الى الشكل المريح». لكنني احب ان اشدد على اهمية الذكاء الذي يمكِّن صاحبته من اكتساب كل المهارات من دون جهد اضافي». رافضة الاعتماد الكلي على الجمال وحده «لأن باربي مكانها في محلات الالعاب وليس على شاشات التلفزيون». ولا تمانع شاهناز في خوض المجال الاعلاني حيث سبق وقدمت اعلانين «احدهما كان لترويج السياحة في لبنان والثاني لأن المعلن كان راعي البرنامج الذي اقدمه». وهي تنظر الى الاعلان «على انه نوع من الترويج وهو نظام نتبعه في حياتنا اليومية عبر محاولاتنا المستمرة لاقناع الآخرين بأفكارنا واقوالنا». الا انها لا تحبذ الاعلان الذي يعتمد على جمال المذيعة ويتجاهل اسمها ومصداقيتها بين المشاهدين.

وحين تتحدث شاهناز عن الشهرة تؤكد «انها لم تغيرها، بل غيرت الاشخاص المحيطين بها» فما عادوا يتعاملون مع شاهناز الانسانة مع الاسم «الا انني لا اتوقف عند هذا الأمر او اتركه يؤثر على حياتي. فأصدقائي الحقيقيون ما زالوا كما هم والحمد لله».

كما جعلتها الشهرة تفقد خصوصية، يفقدها كل من يقف في دائرة الضوء ، «حياتي تحولت الى مشاع لكل الناس، فقد اخذوا يتناقلون الاحاديث عني كما يريدون من دون ان استطيع ايقافهم. ومع ذلك احاول الا اتأثر بالشائعات ومطلقيها بل اتعامل معهم على انهم حالات مرضية». لكنها لا تتوقف عند مقولة «ان الانثى معرضة للتحطيم اكثر من الرجل، لاسيما في المجتمع الشرقي» لأنها تؤمن بذكاء المرأة وبقدرتها على تخطي العقبات مهما كان حجمها.

ترفض شاهناز ان تكون نقطة الارتكاز في اي برنامج تقدمه «فأنا ضد نجومية المذيعة او المقدمة لأنني اجد ان واجبها هو ان تكون صلة الوصل بين الضيف والجمهور».

اما بالنسبة الى الارتباط فلا تفكر به شاهناز عبد الله حالياً «لأن التلفزيون يأخذ الكثير من وقتي، بينما الارتباط يعني مسؤولية كبيرة ويحتم على الطرفين الغاء الانا الشخصية لحساب العائلة وهذا ما لا اقدر على توفيره». مؤكدة انه مهما حصل فإنها لن تندم على اختيارها العمل التلفزيوني لأنه جاء عن اقتناع.

=