في البرج العاجي

أنس زاهد

TT

شاهدت حلقة من المسلسل السوري «سيرة آل جلالي» وتعجبت من عدم قدرة الممثلين على التحدث باللهجة الحلبية بشكل مقنع.

احداث المسلسل تدور في مدينة حلب، والممثلون الذين قاموا باداء الادوار حاولوا محاكاة ابناء حلب في طريقتهم الخاصة في النطق ومخارج الحروف، ولكن دون جدوى.. وباستثناء الممثل عابد فهد، فان الجميع فشلوا في اداء المهمة.

نفس الظاهرة نلمسها عندما نشاهد عملا فنيا مصريا تجري احداثه في الصعيد، فالممثل العربي دائما ما يفشل عندما يتطلب منه الدور ان يتحدث بلكنة غير لكنته الاصلية، حتى ولو كانت هذه اللكنة هي احدى اللكنات المعروفة في بلده..والسبب في ذلك ان الممثل العربي يعتمد على الفهلوة والشطارة، بينما الامر يتطلب خبراء ومعلمين قادرين على تلقين الممثل اصول الاداء بلكنة ما، حسب الاساليب والقواعد العلمية.

اعتقد ايضا ان الفنان العربي بشكل عام، يجهل بلده ولا يعرف عنها اكثر مما يعرفه عنها السياح وعابرو السبيل.. واعتقد ان الراحل محمد عبد الوهاب جسد هذا الجهل المركب اعمق تجسيد، عندما غنى «محلاها عيشة الفلاح» إبان الثلاثينات من القرن الماضي. الفنان والمثقف العربي يعيشان في الابراج العاجية.