مخرج سوري ينجز فيلما عن أطفال فلسطين ويعرضه مجاناً على القنوات التلفزيونية

محمد شيخ نجيب: دراما الطفل العربي تعاني من قلة عدد الكتاب المعنيين لها

TT

في عدد من احياء وحارات مدينتي اللاذقية وحلب القديمة في سورية والقريبة الشبه بأحياء القدس العربية المحتلة، يقوم الفنان والمخرج السوري محمد شيخ نجيب بتصوير فيلم تلفزيوني قصير يحمل عنوان «وماذا بعد؟!» وهو من تأليفه وانتاجه واخراجه واداء ابنه الممثل قيس شيخ نجيب، حيث قرر الفنان شيخ نجيب توزيع هذا الفيلم مجانا على محطات التلفزيون العربية والصديقة. والفيلم يتحدث عن قضية فلسطين منذ عام 1948 وحتى الآن وهو من نوع الدراما المطعمة بمشاهد وثائقية. وتدور حكاية الفيلم حول فتى قتل والده في عام 1948 على أيدي قوات الاحتلال الصهيونية، ونتيجة الاحباط الذي يمر به وتمر به قضيته طوال اكثر من خمسين عاما لا يجد سبيلا سوى التضحية.

والفنان محمد شيخ نجيب الذي عرف ممثلا في العديد من المسلسلات السورية، اتجه منذ سنوات قليلة للاخراج، حيث اخرج عددا من المسلسلات السورية، خاصة تلك الموجهة للاطفال ونال عليها العديد من الجوائز الفنية. وفي الحوار التالي مع محمد شيخ نجيب يتحدث عن بعض القضايا الفنية فيقول:

* يلاحظ في اخراجك للاعمال التلفزيونية تركيزك على مسلسلات الاطفال لماذا؟

ـ في الواقع ان دراما الاطفال في العالم العربي مظلومة ان كان في القطاع الخاص او العام. ودراما الاطفال صعبة لاننا في هذا النوع من الدراما يجب ان نحاكي الطفل بصدق وعفوية، خاصة ان الطفل يشاهد دراما الكبار احيانا بسبب توسع بث القنوات الفضائية، ولذلك فإن الطفل سيقارن بين الدراما الخاصة به ودراما الكبار. وطفل القرن الحادي والعشرين لا يمكن ان لا نكون صادقين معه فهو ذكي جدا، وهو طفل المعلوماتية والكومبيوتر. ومن هذا المنطلق فإن دراما الطفل في العالم العربي تعاني من قلة عدد الكتاب لها. ولذلك اتوجه الى كتاب دراما الطفل القلائل ان لا يكتبوا بسذاجة للطفل، بل يجب ان يكتبوا بما يريد الطفل، بما يحاكي الطفل بشكل مقبول، بلغة يفهمها الطفل. وليجرب هؤلاء ان يكتبوا دراما للكبار ويحولوها للصغار، وليلاحظوا مدى تلقي الطفل لهذه الدراما.

* ما رأيك بنشاط الدراما السورية وتركيزها على الاعمال التاريخية؟

ـ انا مؤمن بأن الكم يفرز النوع، وكلما كثرت الاعمال التلفزيونية كلما استطعنا فرز الجيد من الرديء منها. اما عندما يكون لدينا مسلسل واحد او اثنان فلن يكون هناك تنافس وسنقبل بهذا العمل مهما كان وضعه جيدا ام رديئا، لانه لا منافس له. لذلك اتمنى على كل من يملك رأسمالا او لديه القدرة على انتاج مسلسل تلفزيوني فليجرب وليقدم عمله. والكثرة في الاعمال ظاهرة صحية وصحيحة فهي تخلق روح المنافسة، وهذا ما يحصل حاليا في الدراما السورية حيث التنافس على تقديم الاعمال الجيدة. اما موضوع التركيز على المواضيع التاريخية في المسلسلات السورية، فبرأيي لو بقينا نقدم اعمالا تاريخية ما حيينا، فلا يمكن ان نخدم التاريخ بشيء لأن تاريخنا اغنى بكثير مما نقدمه. وانا مع الاعمال التاريخية ولست ضدها لأن تاريخنا غني وحافل، ان كان تاريخا قديما او معاصرا، لكن على كتاب الدراما التاريخية ان يكتبوا التاريخ الذي لم يكتب بعد. ليكتبوا التاريخ الذي لم يكتب بأيدي الغرب والمستشرقين والذين لم يكتبوه بصدق. وأعود لأقول ان تاريخنا غني، وعندما نكتب الدراما التاريخية بصدق وأمانة فلن يمل المشاهد ولن نقع في ظاهرة التكرار.

=