الفقراء لا يشبعون

أنس زاهد

TT

يبدو أن طمع الفقراء تجاوز كل الحدود وأصبح مستعصيا على اللجم، ويبدو والله أعلم أن هذا هو السبب الرئيسي في عدم تعاطف الأغنياء مع مطالب هذه الفئة من الناس، التي لا تكف عن الشكوى والتذمر.

الفقراء الآن يطالبون بمشاهدة مباريات كأس العالم بالمجان. يا سلام، هكذا وبكل بساطة. وكأن الفرجة على مباريات كرة القدم ضرورة من ضروريات الحياة وسببا من أسباب الحفاظ على البقاء؟ ثم ماذا يستفيد الفقراء من مشاهدة المباريات وما الذي سيعود عليهم من تضييع وقتهم في متابعتها؟ المفروض أن يستثمرالفقراء هذا الوقت في العمل على تحسين ظروفهم المعيشية، علهم يكفون عن انتقاداتهم للأغنياء الطيبين القنوعين الذين يلجؤون الى مشاهدة مباريات كرة القدم هربا من احساسهم بالاكتئاب والضجر وهي الأعراض التي تصيب فئة الأغنياء المشهورين بفرط حساسيتهم ورهافة مشاعرهم، انني أخشى لو تعاطف العالم مع الفقراء والمعدمين وقرر أن يسمح لهم بمشاهدة مباريات كأس العالم، أن يطمع الفقراء في المطالبة بمنحهم الحق في الاستماع الى الأغاني ومتابعة الأنشطة الفنية وبارتياد دور السينما النظيفة، وبالتعلم في الجامعات وبالعلاج في المستشفيات غير البيطرية، وباقتناء المواد الغذائية الصالحة للاستهلاك الآدمي. ومن يدري فقد تتطور الأمور ويحس الفقراء بأن من حقهم أن يحبون ويعشقون، وكأنهم يتمتعون بنفس ما يتمتع به الأغنياء من أحاسيس مرهفة وعواطف نبيلة.

الفقراء لا يشبعون من المطالبة بأي شيء وبكل شيء.