إساءة سمعة بلد

أنس زاهد

TT

في السنوات الأخيرة ظهرت شريحة جديدة من مشاهدي تلفزيون العرب يمكن أن نطلق عليهم ؟مسمّى التلفزيونات اللبنانية؟.

هذه الشريحة من المشاهدين تعتقد أن لبنان هو أرض السعادة والمرح، مع أن الواقع يقول بأن لبنان هو أرض الفقر و؟التعتير؟، أما الشعب اللبناني فهو مسكين ومغلوب على أمره، حاله حال بقية الشعوب العربية.

التلفزيونات اللبنانية مسؤولة الى حد ما عن تكريس هذه الصورة الفانتازية لبلد لا يزال يعاني من آثار الحرب الأهلية المدمرة، ولمجتمع خاض حربا شرسة ضد الاحتلال الاسرائيلي، انتهت بطرد جيش المحتلين بصورة لم نشاهد لها مثيلا منذ ابتداء الصراع العربي ـ الاسرائيلي. وبعد انتهاء الحرب وطرد المحتل، ها هو جيل الشباب اللبناني ينضم الى الأجيال التي سبقته في سداد فاتورة الطائفية التي أفرزت نظاما سياسيا قائما على الحصحصة.. وهي الصيغة التي أثبتت فشلها في تحقيق الوفاق والوحدة الوطنية.

المشاهد العربي مسؤول بالدرجة الأولى عن الصورة غير الواقعية التي يحتفظ بها لهذا البلد.. فالمشاهد العربي يتابع التلفزيونات اللبنانية بعين انتقائية تعلمت أن تتوقف عند مظاهر التحرر التي تميز الحياة الاجتماعية هناك، بينما لم تلتفت الى حجم معاناة المواطن اللبناني التي يتم مناقشتها عبر الفضائيات اللبنانية، سواء من خلال البرامج الحوارية أو من خلال الاسكتشات الكوميدية التي لا تخلو منها قناة لبنانية. لبنان ليس كابريه كما يعتقد البعض.