غواية اسمها الوجود

أنس زاهد

TT

فيلم «ارض الخوف» للمخرج داوود عبد السيد يستحق المشاهدة مرات عديدة، فهذا الفيلم يعتمد على التكثيف بصورة لم اشاهدها منذ زمن طويل سواء في السينما العربية او العالمية.

الفيلم محاولة لرصد المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي تعرضت لها مصر والعالم أجمع في العقدين الاخيرين.

لكن بعد مشاهدة الفيلم للمرة الثالثة، توقفت عند البعد الوجودي الذي كان واحدا من الابعاد الرئيسية للفيلم.

لقد وفق داوود عبد السيد في اختيار وتوظيف الرموز على كل الاصعدة، بما فيها اختيار اسماء الشخصيات. الاسم الحركي لبطل الفيلم مثلا «آدم» ومشهد التهامه التفاحة بكل ذلك الشبق، كان يرمز الى الغواية.. والغواية هنا وضعت في طريق البطل، لكنه اقدم على الاختيار بملء ارادته رغم كل المخاطر التي يمكن ان يتعرض لها.

لقد انجر البطل وراء الغواية لأنه لم يستطع ان يقاومها، فتركيبة البطل النفسية كانت منحازة بطبيعتها للمغامرة وحب الاكتشاف والاقدام والجرأة والرغبة بمواجهة التحدي.. وهنا تصبح عملية قبول البطل بالتكليف، انسياقا اكثر منها اختيارا.

الفيلم مشحون بالدلالات والرموز الوجودية، لكن دون ان يؤدي ذلك الى الاخلال بمصداقيته الفنية، انها غواية الفن، وهي واحدة من اهم روافد غواية المعرفة وغواية الوجود.