عمرو دياب: ألغيت حفلاتي تعاطفا مع الفلسطينيين

المطرب المصري يؤكد أن أغنيته الجديدة رسالة صريحة لإبعاد الغرب عن وصف العرب بالإرهابيين

TT

يعيش عمرو دياب الآن حالة جديدة من القلق، إذ يفكر بما هو جديد، ويطارد المعنى بحثا عن أغنية غير مسبوقة، ويجلس بالساعات يستمع الى الموسيقى بحثا عن فكرة نغمة مدهشة.

عمرو دياب يتردد حاليا وطوال الشهر الماضي على منطقة الدقي بوسط القاهرة، وفي ذلك الحي العريق يترك سيارته «الفخمة» على أحد جوانب الطريق وينطلق مثل سرعة البرق قبل أن يلاحظ المارة وجوده، من باب البيت القديم يدخل عمرو دياب الى عالم الشاعر أيمن بهجت قمر، وفي غرفة ضيقة يعرفها جيدا كل من تردد على هذا المنزل من أيام الراحل بهجت قمر، يجلس الاثنان حيث يعبر عمرو عن أحاسيسه وأفكاره ليضع لها أيمن الأجنحة لتطير الى اذن المستمع، وبعد ليال طويلة بدأت تظهر ملامح أغنية عمرو الجديدة «من حقي».

عن هذه الأغنية قال عمرو دياب لـ«الشرق الأوسط»: اريد تقديم رسالة صريحة، رسالة صادقة معبرة بأن فلسطين عربية والقدس عربية وانها من حقنا، ويجب ان يبتعد الغرب عن وصفنا بأننا إرهابيون، وللأسف هم يروجون لهذه المقولة بعد كل عملية استشهادية بطولية، فيقولون انها عملية إرهابية وهذه مغالطة لأن ما يحدث هو بطولة واستشهاد من أجل الحق والكرامة والوطن، وهذا حقنا كعرب.

بصراحة أشعر بحزن شديد لما يحدث للشعب الفلسطيني الشقيق، وهذا الشعور دفعني لإلغاء كل حفلاتي خلال هذه الفترة، ولا يعقل أن أغني على المسرح إلا صرخة نداء واضحة لمساندة القضية الفلسطينية.

* ما شعورك وأنت تتابع هذه الأحداث البشعة عبر شاشات التلفزيون والصحف اليومية؟

ـ ينتابني ضيق شديد وأشعر بأنني مخنوق، وصدقني الشعب العربي غاضب جدا ولو تركونا سنتصرف بطريقتنا.

ويضيف: يجب ان نصدر أفكارنا الجادة للعالم كله لان الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن الرأي العام العالمي بدأ يتحرك في صالحنا ويجب أن يكون أي قرار نصدره مفهوما للرأي العام العالمي كله حتى يقف الجميع معنا، أما ان نظل نتحدث مع أنفسنا فهذا شيء يحتاج إلى تفكير.

يجب أن يعرف الرأي العام الاميركي مثلا أننا لسنا إرهابيين، وأن هذه الأرض فلسطينية، وان الشعب الفلسطيني له الحق الكامل في سيادته على أرضه. صدقني هم لا يشعرون بنا ولا يفكرون إلا في أنفسهم فقط، وبالتالي يجب علينا كعرب أن نظهر لهم بشكل واضح وسليم من خلال ثقافاتنا وعاداتنا لان هناك عدوا صهيونيا يريد أن يشوه صورتنا ويعمل ضدنا، يقدمون أفلاما سينمائية في هوليوود ليظهروا اليهود على أنهم شعب مظلوم، مع انهم مثل الثعابين، ونحن للأسف نتفرج عليهم، لذلك صدقهم الرأي العام الغربي. باختصار، يجب أن نؤثر في الرأي العام العالمي وجدانيا حتى يعلموا ان الصهاينة هم إرهابيون.

* حصلت أخيرا على جائزة «الميوزيك أوارد» للمرة الثانية، كيف تنظر لهذه الجائزة؟

ـ جائزتا الميوزيك أوارد هما الأقرب الى قلبي والجمهور هو الذي ساعدني للحصول علىهما عن طريق تحقيقي لأعلى مبيعات في منطقة الشرق الاوسط. وهذه الجائزة تمنح للمطرب الذي تحقق ألبوماته أعلى نسبة مبيعات في منطقته، بالاضافة لجودة أسلوب الألوان الغنائية التي يقدمها. وبكل فخر أقول ان جائزة الميوزيك أوارد التي حصلت عليها مرتين اعتبرها الأقرب الى قلبي، وأنا سعيد لأن أولادي سيعرفون في المستقبل ان والدهم حصل على تقدير متميز عن أعماله الغنائية.

وللأمانة أقول انني لست أهم مطرب في المنطقة العربية، وأرى ان لي زملاء كثيرين يستطيعون الحصول على هذه الجائزة.

* في ألبومك الأخير «اكتر واحد بيحبك» قدمت أسلوبا غنائيا مختلفا، لماذا هذه النقلة؟

ـ لانني أحب دائما تقديم المتطور، لذلك اتخذت قرارا بضرورة التحدي وفضلت المغامرة بكل أغاني الشريط وتقديم أساليب موسيقية جديدة، واحمد الله انها كانت مغامرة مثيرة بشهادة الجميع ومبيعات الألبوم الكبيرة تؤكد ذلك.

* معنى ذلك انك كنت تمهد لهذا التجريب من خلال الألبومات السابقة ثم انطلقت في الألبوم الأخير؟

ـ هذا صحيح، ولزيادة التأكيد قدمت 10 أغان كل واحدة تحمل اسلوبا موسيقيا غنائيا مختلفا ونجحت بفضل الله وفضل تعاون زملائي الذين شاركوني في صناعة هذه الأغاني، بصراحة كلهم ساندوني بقوة.

* الواضح انك اكتسبت جمهورا جديدا من خلال أعمالك الغنائية الأخيرة؟

ـ نعم، هذا صحيح، فقد اكتسبت جمهورا جديدا أسعدني كثيرا، وهذا الكلام لاينطبق على مصر فقط بل على كل البلاد العربية التي زرتها أخيرا، فقد تأكد لي انني اكتسبت جمهورا جديدا من كل الأعمار والناس اعجبت بكل أغاني الألبوم ولم يكن الاهتمام بأغنية أو اثنتين فقط، عموما بداخلي أساليب فنية غنائية أتعرف عليها من خلال دراستي للموسيقى في العالم كله.

والشيء الذي أسعدني كثيرا ان نوع الموسيقى التي قدمتها حمل الكثير من التطور والناس فهمته وتقبلته بسهولة، وهذا يؤكد ان الجمهور يملك وعيا موسيقيا فنيا كبيرا عكس ما يردده البعض بأن الجمهور يطلب دائما نوعا محددا من الموسيقى.

هل تعلم ان ما قدمته من موسيقى في الفترة الأخيرة يطلقون عليه في الخارج «موسيقى العالم»، واحمد الله انني نجحت في توظيفه بشكل يخدم أسلوبنا الموسيقي.

* ما آخر أخبار ألبومك الغنائي الجديد؟

ـ انتهيت من تسجيل كل أغانيه وسيطرح في الأسواق مع بداية شهر يوليو (تموز) القادم، وأتمنى أن يحقق النجاح الكبير بعد سلسلة النجاحات التي بدأت بحصولي على الميوزيك أوارد عن «نور العين» و«حبيبي ولا على باله». واعتبر هذه الجائزة مسؤولية كبيرة تقع على عاتقي لان الجمهور ينتظر أن أقدم فنا جميلا وجديدا ومتميزا.

في الألبوم الجديد أتعامل مع موزع موسيقي شاب اسمه فهد، بالاضافة لاثنين من موزعي الوتريات هما يحيى الموجي وهاني فرحات، وهما يمثلان أسلوبين مختلفين في التوزيع الموسيقي، بالاضافة الى ان فهد من مدرسة مختلفة في التوزيع الموسيقي، وسيكون له شأن كبير في هذا المجال، ومعي من المؤلفين بهاء الدين محمد وايمن بهجت قمر ومحمد رفاعي ووليد جلال ومن الملحنين عمرو مصطفى ومحمد رفاعي الذي يلحن لأول مرة في حياته، بالاضافة الى خالد عز ورشيدة وهي ملحنة شابة.

* ما نوع الموسيقى التي ستقدمها هذا العام؟

ـ أقدم نوعا من الموسيقى المتطورة الممزوجة بالشرقية الصريحة وستكون مفاجأة لكل جمهوري الحبيب ولكل المهتمين بعالم الموسيقى والغناء، هذا العام وفي ألبومي الجديد سأقوم بتصدير آلة «المزمار» للعالم الخارجي بأسلوب حديث بعد ان صدرت في العام الماضي «الطبلة» من خلال أغنية «حبيبي ولا على باله».

باختصار، الألبوم الجديد سيضم موسيقى تقترب من الموشحات وسيظهر ذلك بوضوح في أكثر من أغنية، كما استعنت بعناصر الفرقة الموسيقية الماسية لمشاركتي في أربع أغان تمزج ما بين القالب الشرقي الأصيل والقالب العالمي الجديد.

وأنوي هذا العام تصوير أغنيتين من الألبوم بأسلوب الفيديو كليب، وبعد ذلك سأتفرغ لتصوير فيلمي السينمائي الجديد الذي يكتبه حاليا وحيد حامد ويخرجه طارق العريان وينتجه محسن جابر الذي أكن له كل تقدير واحترام، وأنا سعيد بالتعاون معه من خلال شركة «عالم الفن» التي اعتبرها اليوم من أكبر شركات الانتاج في منطقة الشرق الاوسط.

* وما هي أحداث الفيلم الجديد؟

ـ الفيلم يتناول قصة حياة مطرب في عشرين عاما، ومن خلال هذا الفيلم أريد تقديم حالة فنية جميلة للجمهور الكبير الذي يحبني ويصدقني.

* في رأيك لماذا صدقك الجمهور؟

ـ لأنني كنت صادقا مع نفسي، ومنذ البداية وأنا أرفض تقمص أي شخصية أخرى غير شخصيتي.

=