الجمهور اللبناني بين الرداءة والجودة

TT

يعترف المخرج جان شمعون ان السينما اللبنانية لم تنجح في اقناع المشاهد اللبناني بالتوافد الى الصالات. ويعزو السبب الى عمليّات الدعاية والتسويق ومصالح الموزعين. ففي الوقت الذي تعجّ فيه الصالات التي بدأت تتكاثر منذ العام 1995 في جميع المناطق (بيروت، طرابلس، صيدا، زحلة، جزين..) بالافلام الاميركية وبجمهور غفير لمتابعتها تخطى في بعض الاحيان 400 الف مشاهد لافلام مثل «التايتانيك»، بقيت الافلام اللبنانية النخبوية لا تستقطب سوى نوعية معينة، بينما يصف المخرج علوية الجمهور اللبناني بـ«المتعطش» لهذه الافلام (اللبنانية) نظراً الى حاجته لرؤية صورته، مستشهداً بفيلم «بيروت الغربية» لزياد الدويري الذي حقق حضوراً لا مثيل له مشدداً على حسن قراءة اللبنانيين للصورة.

ويعزو عدم مشاهدة الجمهور لبعض الافلام الى سببين: اما لرداءتها او جودتها الفنيّة العالية بحيث لا يدرك المشاهد اهميتها في البداية. وذكر ان فيلم «المومياء» عاد الى مصر بعد 25 سنة، ومن ثم اهتمّ به الجمهور كذلك الافلام الايرانية التي بقيت مجهولة لوقت طويل في ايران.

وهنا يمكن القول ان الجمهور اللبناني قد ادرك دور السينما المترجمة لصورة المجتمع بحيث حققت افلاماً مثل «الاعصار» لسمير حبشي و«البيت الزهر» لخليل جريج وجمانا حاجي توما و«بيروت الغربية» لزياد الدويري نجاحاً ملحوظاً في حين ان محاولات الافلام التجارية بعد الحرب كـ «إيفانوفا» لفؤاد شرف الدين و«الجزيرة المحرّمة» لسمير الغصيني سقطت جماهيرياً ولم يدم عرضها. فالمستوى الراقي للمخرجين اللبنانيين يستحق «لفتة» جديّة من قبل الدولة. والفيلم اللبناني رغم قلة انتاجه لم ينتهِ دوره.