تيسير فهمي: فنانون عرب يستعدون لعمل تلفزيوني ضخم يتضمن دعوة لاتحاد العرب

الفنانة المصرية ترى أن أبناء الفنانين كغيرهم من الممثلين هناك من يملك الموهبة وهناك من يفتقدها

TT

كشفت الفنانة تيسير فهمي لـ«الشرق الاوسط» انها استغلت وجودها في لبنان بدعوة من قناة «ام بي سي» وتلفزيون «المستقبل» للتحضير لعمل تلفزيوني ضخم، سيجمع فنانين من العالم العربي في دعوة الى اتحاد العرب من خلال الفن. معتبرة ان الفن يحمل رسالة التغيير والتحسين للمجتمعات العربية. وقالت فهمي «لو استسلمنا لحالة اليأس وتذرعنا بأن الحكومات لن تحرك ساكناً لن نحقق اي تقدم في حياتنا. لكن لو ان الحركة الفنية ترافقت مع انتفاضة جماهيرية فإن التأثير سيكون اقوى واكثر فعالية. والدليل على ذلك ان الانتفاضة الفلسطينية بدأت بحجر ومع ذلك استطاعت ان تنغص عيش المحتل». ولا تستبد فهمي ان يتقبل الصالون السياسي العربي تسييس الفن «لانهم يدّعون وجود الحريات ولاجل هذا يتركون للفن والصحافة هامشاً من الحرية لقول ما يشاؤون». الا انها لا تعول كثيراً على الحكومات بل تطمح الى تغيير الشعوب العربية والاهم برأيها الوصول الى الشعوب الغربية المغيبة عما يحصل في العالم العربي لتوضيح ابعاد الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون وغيرهم.

وانتقدت تيسير فهمي التنافس الحاصل بين الدول العربية «حيث ان كل دولة تهتم باثبات تفوقها على الاخرى بدل ان تتهافت على انشاء جيش واحد وسوق عربية مشتركة تقوي النظام العربي». واضافة متسائلة «كيف تُدفع مليارات الدولارات على قناة اخبارية لتوجيهها الى شتم بعض الدول العربية بدل ان تجيّر هذه الاموال الى قناة انجليزية تنافس الاعلام الصهيوني وتؤثر ايجابياً في العالم العربي».

وكان للفنانة تيسير فهمي تعليق على مشاركة الفنانين المصريين في المظاهرات المنددة باسرائيل قائلة «تردد في بعض الاوساط ان مشاركة الفنانين في المظاهرات كانت بهدف اصطياد الصور الفوتوغرافية، الا ان هذا القول تافه اذ من غير المعقول ان ينزل الفنان الى مظاهرة ليتصور عندما يكون بإمكانه او امكانها القيام بجلسة تصوير محترف مع كل ما ينتج عنها. وما حصل ان المشاركة الفنية كان لها نتيجة اقوى في رفع معنويات افراد الشعب وتقوية حماسهم، وحتى لو تم تصويرهم فإن ذلك يعطي امثولة لغيرهم». وعلى عكس غيرها من الفنانين لا تحبذ فهمي انتقاد السينما المصرية وقالت «لماذا نتصرف في هذا الموضوع كحكوماتنا نعترض ونشجب ولا نرى الا نصف الكوب الفارغ. فالسينما يجب ان تتضمن كل الانواع وتتأثر بالحالة الاقتصادية صعوداً وهبوطاً ومن لا يعجبه عليه ان لا يتفرج بدل اطلاق الاحكام السلبية». ومع ذلك تركز تيسير فهمي وجودها في التلفزيون اكثر من السينما لانه يمنحها تنوعاً في الموضوعات وحرية اكبر للاختيار. وان كانت ترى نفسها كممثلة مسرحية في مسرح الدولة لايصال رسالة معينة الى الجمهور. مستدركة «لا يعني ذلك اعتراضي على مسرح القطاع الخاص الذي اشارك فيه احياناً لكننا في هذه المرحلة نحتاج الى مسرح الدولة لقول كلمة او اختيار موضوع يجيش الشعب».

كذلك تطرقت الممثلة المصرية الى ظاهرة غرو أبناء الممثلين للفن معتبرة ان «ابناء الفنانين كغيرهم من الممثلين هناك من يملك الموهبة وهناك من يفتقدها والتجربة هي التي تغربلهم وصاحب الموهبة سيبقى ويزدهر». ولم تر تيسير فهمي في الوجوه العربية خطراً على السينما المصرية لان «مصر هي عاصمة الفن وتقدر على استيعاب كل المواهب العربية وكلما زاد العدد ارتفعت حدة المنافسة وكذلك الجودة وهذا في صالح المشاهد».

ورداً على سؤال عن امتناع التلفزيون المصري عرض المسلسلات السورية اجابت تيسير فهمي «ليس من السهل ان نجعل المواطن المصري العادي قادراً على استيعاب وفهم اللهجة السورية، فالمسألة ليست مسألة خوف من المنافسة خصوصاً بوجود الريموت كونترول. لكن تعدد القنوات الفضائية سيساهم في انتشار اللهجة السورية كما حصل مع اللهجة المصرية التي انتشرت عبر السينما». واضاف «لماذا يجب ان نضع كل المسائل في حالة حرب؟ فمن يعتقد نفسه افضل عليه ان يجتهد اكثر ويستمر في الخط الذي يسير عليه وفي النهاية سينتصر. لكن اذا ظل يركز على المنافسة مع مصر وتحليل كل ما يصدر عنها فإن الحركة الفنية ستظل تراوح مكانها».