لبنى فواز: السياسة تتطلب نضوج التجربة وتخزين الثقافة لدى المقدم التلفزيوني

المذيعة اللبنانية محظوظة لحصولها على «نافذة» خاصة في «إيه.آر.تي» ولقائها بشخصيات سياسية وفنية

TT

رغم صغر سنها، وقصر المدة التي امضتها في محطة «راديو وتلفزيون العرب»، استطاعت لبنى فواز في 5 سنوات ان تتدرج من مراسلة تقارير قصيرة ومشاركة بالاعداد الى المشاركة في تقديم برنامج منوع، وصولاً الى اعداد وتقديم «نافذة على الصحافة» الذي تطل به مباشرة على الهواء على «العالمية» صباح كل ثلاثاء وجمعة، اضافة الى عملها ضمن فريق الاعداد لبرنامج الاعلامية سعاد قاروط العشي «ذاكرة الاسبوع».

واكدت فواز لـ«الشرق الأوسط» انها تعتبر «نافذة على الصحافة»، فرصة ثمينة تحرص عليها وتشتغل على تعزيزها، مضيفة: «خاصة ان تجربتي قليلة وعمري صغير نسبياً، لان السياسة تتطلب نضوج التجربة وتخزين الثقافة التي يحصلها الفرد مع التقدم بالعمر». وتعترف لبنى فواز ان الحنين لا يزال يراودها تجاه الصحافة المكتوبة، نقطة انطلاقها وشغفها الاول والرئيس، معللة النفس ان صلتها لم تنقطع بها عن طريق اعداد بعض التقارير دورياً لبعض الصحف العربية، على اعتبار ان هذا الحل يرضيها في الوقت الراهن.

وفي نفس الوقت تعتز المقدمة الشابة بظهورها التلفزيوني عبر الـ«art»rtفتقول: «حضنوني وقدموا لي فرصة مقابلة العديد من الشخصيات المهمة امثال الرئيسين السابقين الياس الهراوي وامين الجميل، اضافة الى شخصيات فنية قابلتها سابقاً وافخر بلقائها مثل وديع الصافي وطوني حنا».

ولا تنكر فواز ان الحظ ساعدها كثيراً في الحصول على برنامج خاص بها لكنها تعتبر ان استعدادها الشخصي ساعدها لتخدم الحظ وتتبادل المنفعة معه. وقالت: "الحظ قد يعطيك الفرصة ويبقى عليك تأمين الاستمرارية اللائقة».

كذلك ترى فواز انها تحتاج الى كثير من الوقت والخبرة والاهم الى الثقافة السياسية لتصنف مقدمة برامج سياسية، لكنها تنظر الى الامر على انها طالبة تدرس وتطبق ما تتعلمه خلال البرنامج. لذلك لا تعتبر فواز السياسة قمة العمل الاعلامي بل «الاعداد لانه يقوم بكل شيء والمذيعة هي جزء من العمل».

وتفضل لبنى فواز ان تأتي نجوميتها على اساس عمل تقتنع به وتثق به وان كان هاجسها الحالي لا يتوقف عند النجومية بل النجاح والحصول على التقدير لما تقوم به.

وترفض فواز ان تقوم حواراتها على المهادنة مفتخرة بأنها لا تتحول الى استنطاق بمعنى سؤال او جواب «بل هي نقاش هادئ وحوار بكل معنى الكلمة. السبب كما توضح المقدمة الشابة «انا اختزن في شخصيتي قيم الريف واصالة الضيافة واحترام الآخر حتى لو كان على خطأ، اضافة الى انني خريجة كلية الاعلام، وقد تعلمت ان احترم ليس فقط الضيف بل الزملاء والمؤسسة التي اعمل فيها. واعتبر ان هذه العناصر المجزأة عندما تجتمع تكون شخصية اعلامية ابنة بيئتها ومقبولة من افراد مجتمعها». لكن اكثر ما يرهقها وتعتبره احد عيوبها «الكثيرة» عدم قدرتها على البقاء على الحياد لانها من النوع الذي يفضح ولو عن غير قصد مكنونات قلبه.

ولدى سؤالها عن كيفية تصرفها للخروج من دائرة تكرار الضيوف قالت لبنى فواز: «نحرص في البرنامج على عدم استضافة سياسيين لبنانيين في كل وقت كي لا يتحول الامر الى دعاية شخصية او سياسة لهم. لذلك نوجه جهودنا نحو استضافة المحللين السياسيين او الكتاب الصحافيين واساتذة العلاقات الدولية والعلوم السياسية، كي نتوصل الى نقاش علمي نعكس من خلاله تنوع وجهات النظر في بلد غني كلبنان».

واضافت: «كما ان مدة البرنامج لا تتجاوز الساعة التلفزيونية مما يفرض تكثيف المواد بين استعراض اهم عناوين الصحف والمقالات المحلية او عبر الانترنت اضافة الى اتصال هاتفي مع احد المعنيين بقضية حدث واخيراً حوار مع الضيف مدته نصف ساعة مكثفة فحتى لو لم يمتلك الضيف ملكة الحوار فإنه يملك المعلومة التي تقدر على تغطية الكم الكبير من المواضيع المطروحة».

اما بالنسبة الى الحلول المنشودة من برنامجها تقول فواز: «اننا عاجزون تماماً عن الوصول الى حل للمشاكل المطروحة، ليس تقصيراً منا بل لأننا نعكس الضياع الموجود في مجتمعنا والارباك السياسي في اعلى المستويات. وما نقوم به هو نقل حقيقة ما يجري بحوار لائق ونقاش جدي حول المواضيع المطروحة، لان الحرب علمتنا اهمية الحوار في توفير الكثير من المشاكل».

وتدين لبنى فواز للكاميرا بالكثير وتقول «حتى الآن لم تكن هناك سيئات لاطلالاتي التلفزيونية فقد قطفت كل حسناتها وتخلصت من خجلي وانعزالي وعدم قدرتي على التعبير. كما ان هناك علاقة جميلة تولدت بيني وبين الكاميرا التي اشعر عندما اقف امامها انني امام مرآة واحدثها بكثير من الانفتاح والصفاء الذهني من دون الاستخفاف بالمسؤولية المرافقة لها».

اما الجمال فهو امر نسبي برأي لبنى التي تحبذ الاطلالة الانيقة والحضور الساحر. وتضيف «ثم انني لا اقدم برنامج منوعات لاعتمد عناصر الابهار بل يكفيني الشكل اللائق بكل ما يختصره من اناقة في اللبس والتبرج».

وفي ما يتعلق بالمنافسة تؤكد المقدمة اللبنانية انها حتى اليوم لم تتمكن من فهم هذه العبارة كلياً، وان كانت على الاقل لا تشعر بأنها في موقع تنافس مع احد، لان كثرة الفضائيات فتحت المجال امام الجميع وألغت المنافسة.