مادلين مطر: الأضواء زادت من تشبثي بأسلوب حياتي

المطربة اللبنانية تقول إنها ما تزال تتمتع بعفويتها وتصرفاتها العادية

TT

اطلّت مادلين مطر على الجمهور لاول مرّة في البرنامج التلفزيوني «كأس النجوم» عام 99 عندما حازت خلاله كأس المطربة لطيفة التونسية في اغنية «تلومني الدنيا» وهنأها يومها مخرج البرنامج سيمون اسمر لادائها المميز.

وبالرغم من ان انطلاقتها الفنية بدأت من خلال مكتب سيمون اسمر الفني، اذ نظّم لها حفلات غنائية عرفها بالجمهورين اللبناني والعربي على السواء، الا انها ما لبثت ان اخذت قرارها بسرعة وانفصلت عنه لتبدأ مرحلة جديدة من مشوارها الطويل وتتاح لها الفرصة عبر شركة انتاج فنية بتقديم اول عمل خاص بها بعنوان «رايداه» شارك بوضع الحانه كل من سمير صفير وعمار شمس الدين ومروان خوري وغيرهم.

واليوم وبعد عدة اشهر من انطلاقتها تؤكد مادلين انها راضية عن نفسها وان الخط الفني الذي اختارته يتميز بتركيبة جديدة لا تشبه اي تركيبة اخرى موجودة حالياً على الساحة الغنائية ان من حيث المضمون او الشكل.

«جاهدت ان اكون طبيعية، غير مصطنعة في كل اطلالاتي. ومن يعرفني من اصدقائي يؤكد انني ما زلت اتمتع بعفويتي وصراحتي وتصرفاتي العادية». تقول مطر مضيفة «انا بطبعي أكره التصنع والمشاهد في المناسبة ليس غبياً وبإمكانه ان يكتشف ذلك بسرعة».

وتعترف مادلين ان الاضواء تعطي احياناً انطباعاً خاطئاً عن الشخصية الحقيقية للفنان. وعما اذا اصطدمت بالواقع الفني تقول مطر: «بالتأكيد وفي بعض المواقف والظروف واجهت صدمات جمّة الا ان الفن بشكل عام مضنٍ وغير سهل، يلزمه طول الصبر الذي لم اكن اتمتع به سابقاً».

ومادلين تراقب الساحة الفنية بدقة وتبحث دائماً عن جديدها لتستمع الى اي فنان ناشئ لتكتشف مميزاته كما تدقق في كل شاردة وواردة قد تحمل اليها الجديد والخارج عن المألوف.

ورغم النجاحات التي لاقتها حتى الآن الا ان مادلين تجد نفسها ما زالت في اول الطريق ويلزمها بعد الكثير لترك بصمات هامة فيه. ولا تنفك في المقابل من انتقاد نفسها وتقييم احاديثها وتصحيح اخطائها الكثيرة التي ارتكبتها بصورة غير مباشرة اثناء طرح شريطها الاخير. كما تعتبر تعاونها مع المخرج سعيد الماروق في تصوير عدد من اغانيها اضاف اليها الثقة بالنفس لانه عرف كيف يقدّمها امام الكاميرا. وهي بالمناسبة ستبقى على التعامل معه الى حين تشعر بأن افكاره لم تعد تقدّم لها التطور والاستمرارية. وهي تكن اعجاباً كبيراً بالمخرجين وليد ناصيف وسليم الترك، وقد سبق تن تعاملت مع كل من فارس كرم وآلين خلف، ومادلين المولعة بقراءة مؤلفات الاديب اللبناني جبران خليل جبران تعترف انها نظّمت حياتها على طريقته فهو حسب رأيها اهم من تحدّث عن الحياة وتفاصيلها، فتأثرت به منذ نعومة اظافرها.

اما الشهرة بالنسبة لها فقد فتحت امامها ابواباً كثيرة الا ان الاضواء لم تصبها بالغرور ولم تدفعها الى تغيير اسلوبها في الحياة ، بل على العكس جعلتها تتشبث اكثر بحياتها البيتية البسيطة. وترفض مادلين المقارنة بين اجواء الفن في الماضي واليوم لانها تجدها متشابهة جداً فيها الكثير من الصعوبة والجهد والعمل المستمر الا انها لا تذكر تأثير الفضائيات على مسيرة الفنانين الحاليين والتي سهّلت وبسرعة وصولهم لجمهور عريض توزّع على مختلف البلدان العربية وحتى الاجنبية، فوسّع القاعدة الشعبية التي يتمتع بها كل مطرب اكثر من الماضي حيث كان الفنان يستغرق وقتاً اطول لتعريف الناس اليه.

وكانت مادلين قد نفت اخيراً خبر اعتزالها الفن الذي تناولته بعض وسائل الاعلام واكدت انه مجرد شائعة مغرضة استغلت مناسبة غيابها لفترة قصيرة عند الساحة الفنية بسبب مرض والدتها التي بقيت الى جانبها طيلة فترة مرضها. فهي ابنة عائلة محافظة ومتحابة ومتحدة على السواء ولذلك عينت اخاها موريس مديراً لاعمالها فعاطفة كبيرة تربطها بأهلها الذين تكن لهم كل احترام.

ويبقى الفشل هاجسها الوحيد فتخاف منه وتكره ملامسته من بعيد او قريب اما الصفاء فتحصل عليه من خلال ممارستها الصلاة قبل النوم.

وتدرس مادلين حالياً مشروع اشتراكها في فيلم سينمائي انتاج لبناني ـ اوروبي يصلها السيناريو خلال اشهر قليلة ولا تستبعد فكرة انخراطها في مجال التمثيل اذ ان حباً متبادلاً جمع ما بينها وبين الكاميرا فهي لا تشعر بالخوف امامها.