مأزق لغوي

أنس زاهد

TT

تصر الفضائيات العربية على نعت القتلى الفلسطينيين الذين يتساقطون في مواجهات مع جيش الاحتلال أو نتيجة للقصف الجوي أو ما عدا ذلك، بكلمة «شهداء»! هذا المصطلح الديني الذي تدرجه الفضائيات العربية ضمن اللغة المستخدمة في صياغة الخبر، يحتاج الى توفر العديد من المقومات، كما انه يخضع لعدد غير قليل من الضوابط الفقهية التي لا يدري المشاهد ان كانت متوفرة في الحالات التي يرد ذكرها في نشرات الاخبار أم لا.

نحن على سبيل المثال لا نعرف الحكم الفقهي في حالة الانسان المسلم الذي يشرب الخمر، أو لا يلتزم بأداء شعائره الدينية ثم يلقى حتفه على يد العدو.. وحسب معلوماتي فإن رجال الدين والفقهاء انفسهم قد يختلفون كثيرا فيما اذا كان الشخص المسلم غير الملتزم بأداء شعائره أو ذاك الذي يرتكب الكبائر، مؤهلا للحصول على الشهادة في حالة قتله على يد العدو.

اذا كان الموضوع على هذه الدرجة من التعقيد على الصعيد الفقهي، فإن الفضائيات العربية ملزمة بتقديم تقرير شامل عن سلوك كل قتيل من الذين يقضون على يد الاسرائيليين، حتى يتمكن الفقهاء من اصدار حكم فقهي بخصوص كل حالة على حدة.

انه مأزق أوقعتنا القنوات الفضائية في شراكه نتيجة خلطها المستمر بين لغة الخبر واللغة الدينية.