مهرجان الإذاعة والتلفزيون يسدل الستار على دورته الثامنة

جوائز بالجملة.. وندوات تطلق أجراس الإنذار * المتسابقون غاضبون من اقتسام الجوائز * رئيس قطاع الأخبار محمد الوكيل كان نجم كواليس المهرجان

TT

أسدل الستار على فعاليات الدورة الثانية لمهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيون التي أقيمت هذا العام لأول مرة بمدينة الانتاج الاعلامي تحت شعار الصمود الفلسطيني، وبمشاركة 1042 عملاً اذاعياً وتلفزيونياً تمثل 20 دولة لتنافس على جوائز 35 مسابقة.

وقد أثارت جوائز المهرجان كعادتها جدلاً وردود أفعال متباينة بين المبدعين والفنانين والفائزين أيضاً، حيث اتفق الجميع على أن كثرة عدد الفائزين تفسد بهجة الجائزة، وتساءلوا لماذا كل هذا العدد من الفائزين؟ هل كل هؤلاء مبدعون حقاً؟ فهناك أكثر من أحسن ممثل وأكثر من أفضل ممثلة وبرنامج ومسلسل وتحقيق.

أكد عدد من الفنانين من بينهم نور الشريف ومحمد صبحي وهالة صدقي وماجدة زكي ويحيى الفخراني ان كثرة عدد الجوائز قد توحي لنا أننا فائزون عاديون لم نفز عن أداء ابداعي مميز. واقترح النجوم الاكتفاء بفائز واحد في كل مجال حتى يشعر بتحقيق شيء مهم في حياته.

ورغم قرار ادارة المهرجان بتخفيض عدد المسابقات عن الاعوام السابقة الا أن عدد المشاركين فاق كل الدورات السابقة حيث شارك 1042 متسابقا وهذا ما لم يحدث في أي مهرجان آخر في العالم.

وقد برر رئيس المهرجان الاعلامي حسن حامد زيادة عدد الجوائز لـ«الشرق الأوسط» بقوله: ان زيادة عدد الجوائز تحسب للمهرجان ولا تحسب عليه لأنه يعتبر أكبر مهرجان في العالم من حيث نسب المشاركة.

وأضاف ان المبدعين في العالم العربي يحرصون على الاشتراك بأعمالهم في مهرجان القاهرة.

من جانبه أكد صفوت الشريف وزير الاعلام ان اقامة المهرجان في مدينة الانتاج الاعلامي تعتبر مكسباً كبيراً حيث أتيحت الفرصة لكل الضيوف لمشاهدة هذا الصرح الاعلامي الكبير والاستديوهات العالمية والبلاتوهات الكبيرة التي تتيح لهم انتاج أعمال كبيرة مشتركة في مجال الدراما وهذه نتيجة أخرى اضافة الى نتائج المهرجان التي تقف على مستوى الابداع العربي في مجال الاذاعة والتلفزيون.

من ناحية أخرى أضفت قضية اتهام محمد الوكيل رئيس قطاع الأخبار بتقاضي رشوة مالية بأجوائها على كواليس المهرجان وكانت مسار جدل شديد، وطرح الفنانون والاعلاميون السؤال: لماذا الاعلان عن هذه القضية في هذا الوقت وخلال أيام المهرجان؟

لم يستطع أحد أن يخلص الى نتيجة شافية لكن ـ كما أكد بعض المسؤولين ـ ان كشف هذا الفساد كان ضروريا.

وعودة الى ليلة ختام المهرجان فقد حصد فيها الفائزون بجوائز الابداع 223 ألف جنيه منها 96 ألفا للاذاعة و127 ألفا في مجال التلفزيون.

ورغم أن جوائز المسلسلات أثارت الكثير من الجدل الا أنها حازت رضا الجميع حيث فاز في مجال المسلسل التاريخي المسلسل السوري «صلاح الدين الأيوبي» بالجائزة الذهبية وتقاسم الفضية «ذي قار» من قطر و«الضفائر من تونس» بينما ذهبت البرونزية لكل من مصر والأردن وتقديرية لليمن.

وفي مسابقة المسلسل المعاصر تقاسم مسلسل «للعدالة وجوه كثيرة» و«عائلة الحاج متولي» الجائزة الذهبية وهما المسلسلان اللذان كانا أكثر جماهيرية خلال عرضهما في رمضان الماضي وان كانت الآراء قد اتجهت لاستحقاق العدالة أكثر من الحاج متولي لأن الأول كان أكثر ايجابية في معالجة قضايا سلبية كالغش والخداع والرشوة، بينما اعتبرت الأوساط الاجتماعية وخاصة جمعيات المرأة ان مسلسل عائلة الحاج متولي كانت نتائجه أكثر سلبية على المجتمع بدعوته لتعدد الزوجات ولهذا فقد استنكروا فوزه بالجائزة الذهبية.

وذهبت الفضية الى كل من المسلسل السوري «ورود في تربة مالحة» من سورية و«النساء قادمون» من مصر والبرونزية مناصفة بين «الديحاته» من تونس و«يعود الماضي» مصر.

ويبدو أن ادارة المهرجان لجأت الى اسلوب تقسيم الجوائز مناصفة لارضاء كافة الأطراف وهذا ما لم يرض به الفائزون أنفسهم والجمهور أيضاً.

وكانت جوائز الابداع خير شاهد على ذلك، حيث فاز بها في التأليف وليد سيف من سوريا ومجدي صابر ووحيد حامد من مصر، وفي الاخراج حاتم علي من سورية ومحمد فاضل من مصر وعبد الله داري من المغرب. وفي جوائز التمثيل كانت ماجدة زكي هي الفائزة الوحيدة من بين الفائزين التي أكد الجميع استحقاقها للفوز لبراعتها في تجسيد دور أمينة، الزوجة الطيبة في مسلسل «عائلة الحاج متولي» بينما أثار فوز هالة صدقي بجائزة أفضل ممثلة أيضاً جدلاً كان وذلك في مسلسل «رجل في زمن العولمة» الذي حصل بطله أيضاً صلاح السعدني على شهادة تقدير.

وفاز أيضاً بجائزة أحسن ممثل نور الشريف ويحيى الفخراني ونبيل الحلفاوي وأسامة عباس وأحمد زكي وتساءل حضور حفل الختام: اذاً من لم يفز؟

وفي مجال الندوة التلفزيونية كانت أيضاً الجائزة الذهبية مناصفة بين «صحافيون في مواجهة الرصاص» و«معارك ثقافية» من مصر والفضية مناصفة بين «مشكلة وحل» اليمن، و«حناشيك» من العراق والبرونزية مناصفة بين «بصريح العبارة» من الشارقة و«اختراق» من مصر والذي كان مقدمة أحد أعضاء لجنة تحكيم احدى المسابقات.

وقد أقيمت على هامش المهرجان ثلاث ندوات هامة وسط عدد كبير من الحضور وبمشاركة الكثير من خبراء الاعلام في مصر والعالم العربي منها ندوة حول سبل الانتاج المشترك التي أوصت بضرورة ان تتعاون الدول العربية في انتاج مشترك يتناول الموضوعات القومية مثل البيئة والحياه وحقوق الانسان والارهاب، وان تقدم الدول العربية نفسها للأسواق العالمية.

وأجابت ندوة الاشكال الجديدة في الاعلام عن كثير من الأسئلة التي طرحتها ندوة سبقتها هي الاعلام والقضية الفلسطينية الى أي مدى يمكن أن تستفيد من التطور الرقمي؟ والوسائط المتعددة في الحوار مع الآخر الذي كشف المتناقشون عن قيمته.

وقد ناقشت الندوة أيضاً التشفير وحقوق البث والوسائط المتعددة والتلفزيون التفاعلي والتكنولوجيا الجديدة في الاستديوهات وأكاديمية الاعلام ودورها في صناعة الاعلام.

أما ندوة الاعلام والقضية الفلسطينية فقد ناقشت ضرورة تحديد ملامح الخطاب الاعلامي القادر على النفاذ الى الآخر واستثمار ما هو قادم من مؤسسات اعلامية وانشاء قنوات فضائية متخصصة تتحدث الى العالم بلغاته.

وأكد صفوت الشريف وزير الاعلام ان لدينا الكثير من الامكانيات والأدوات لمخاطبة الآخر والمطلوب فقط هو فعالية التنسيق للوصول الى الهدف ، وكانت مطالبته بأن يكف الاعلام العربي عن جلد الذات وهي رسالة هامة للمتشائمين، وان يكون الخطاب الاعلامي العربي الجماعي متفقاً مع الخطابات الاعلامية لحكومات الدول العربية.

وقال الاعلامي أمين بسيوني رئيس الشركة المصرية للاقمار الصناعية انه في اجتماع وزراء الاعلام العرب في 15 أغسطس (آب) عام 2000 وضع المخطط للخطاب الاعلامي العربي تحديد الجهات المختلفة التي تخاطبها أميركا وأوروبا وأفريقيا وآسيا، ورغم صعوبة ذلك الا أنه لا يعفينا من مسؤوليتنا تجاه تحقيق هذا الهدف.

وتحديد ملامح الخطاب الاعلامي القادر على النفاذ للآخر واستثمار ما هو قائم في جميع القنوات الاعلامية لاستثمار مساحات منها لتوضيح الصورة الحقيقية للممارسات الاسرائيلية، والقمة العربية الأخيرة ببيروت أشادت بهذه الخطة التي وافق عليها وزراء الاعلام العرب.

وأكد أن الخطة الاعلامية تسير بالتوازي مع كل جهد نحو اقناع الرأي العام العالمي بعدالة القضية الفسطينية وفضح الممارسات الاسرائيلية وهناك أيضاً تحرك كبير على مستوى شبكة الانترنت للرد على أي خلط أو تشويه لصورة العرب والمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر (ايلول). ولا بد أن تكون هناك قنوات تابعة من البيئة العربية لتزويد الرأي العام في الدول الأجنبية بالصورة الحقيقية للعرب والمسلمين.

وقال رضوان أبو عياش رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني ان الاعلام الفلسطيني لم ولن يغفل عن الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 حيث خرج الآلاف تاركين ديارهم الى بعض الدول العربية، وأنه مهما كانت ممارسات الاحتلال فلا بد أن يظل الاعلام الفلسطيني والتقنيات ليست هي الأساس ، ولكن كيف تتصدى لآلة الاعلام الاسرائيلي .

وأضاف أنه يوجد 510 مؤسسات اعلامية تعمل بالأراضي المحتلة، لقد اخترعنا وسائل اعلام جديدة مثل صحافة الحائط والبيانات السرية ولكن للأسف ان الاعلام العربي لم يتحرك بمستوى بركان الدم الفلسطيني.

* من كواليس المهرجان

* حفل الافتتاح كان أكثر تنظيماً من حفل الختام حيث أدى تأخر بعض الضيوف عن الدخول في الموعد المحدد لبداية حفل الختام وهو الثامنة مساء بتوقيت القاهرة الى حدوث فوضى بعد أن أغلق زمن المهرجان الأبواب في وجه بعض أعضاء الوفود ومن بينهم أعضاء من الوفد الكويتي، والأردني والمغربي، ولم يسمح لهؤلاء بالدخول الا بعد مرور أكثر من 15 دقيقة من الانتظار على الأبواب. اتبع المهرجان أسلوباً جديداً في اذاعة النتائج حيث استعان لأول مرة بأكثر من نجم من نجوم التلفزيون كان من بينهم ماجد المصري وكمال أبو رية ومادلين طبر، وسيمون ورغم نجاح هؤلاء النجوم في تجسيد أدوارهم على الشاشة الا أنهم فشلوا جميعاً في أن يلعبوا دور المذيع على المسرح وبالتالي ضاعت بهجة الفوز نتيجة هذا الأسلوب.

* حرصت كل من الهام شاهين وهالة صدقي وسماح أنور على حضور حفلتي الافتتاح والختام كما تقاسمن مائدة واحدة في حفل الافتتاح التي احياها المطرب عمرو دياب وقد عبرت الهام شاهين عن سعادتها بحصولها على جائزة عن دورها في مسلسل بنات أفكاري.

* رغم تعليمات وزير الاعلام المصري بمنع رؤساء قطاعات التلفزيون المصري تسلم الجوائز نيابة عن المخرجين ومقدمي البرامج الا أن بعضهم خالف التعليمات وصعد على المسرح ليتسلم جائزة أحد البرامج التي تندرج تحت قائمة القطاع الذي يرأسه.

* من الظواهر اللافتة للأنظار التي تميزت بها الدورة الثامنة للمهرجان هو خروج بعض لجان التحكيم عن التقاليد التي تفرضها سرية عملهم حيث قام بعضهم بنقل كل ما يدور داخل كواليس هذه اللجان من مناقشات حول الأعمال المقدمة، بل ووصل الأمر الى أن بعضهم كان ينقل للمتسابقين وجهة نظره ووجهة نظر الآخرين في برامجهم وخاصة اذا كان هو من المؤيدين للبرنامج والآخرون من المعارضين.

* علق بعض المتسابقين العرب على عدم التوازن في لجان التحكيم حيث يكون أغلبية أعضاء لجنة التحكيم من المصريين بينما تكون الاقلية من الدول العربية الأخرى المشاركة وان كان هؤلاء لم يشككوا في نزاهة قرارات أعضاء لجان التحكيم من المصريين ولكنهم قالوا «ان كل ما يهمهم هو سمعة المهرجان».

* من أكثر النجوم الذين حصلوا على تصفيق وتشجيع الجمهور عند صعودهم الى المسرح لتسلم جوائزهم الفنان أحمد زكي، وماجدة زكي، ونور الشريف، ويحيى الفخراني فقد استحق النجوم الأربعة جائزة تشجيع الجمهور على أعمالهم حيث قدمت ماجدة زكي دوراً رائعاً في مسلسل الحاج متولي بينما قدم يحيى الفخراني دوراً مميزاً في مسلسل «العدالة» وكان أحمد زكي أكثر من رائع في تجسيد دور «السادات»، بينما قدم نور الشريف الشخصية التي أثارت جدلاً كبيراً في رمضان الماضي وهي شخصية «الحاج متولي».

* رغم حصول الفنان محمود عبد العزيز على جائزة أحسن ممثل عن دوره في مسلسل «سجن الزوجية» الذي قدمه على موجة اذاعة الشرق الأوسط في رمضان الماضي مع الفنانة نبيلة عبيد الا أنه لم يحرص على تسلم الجائزة وترك المهمة لمخرج المسلسل حسني غنيم.