محكمة عراقية تعلق مسلسل السياب لكنها تبرئ سعدون جابر من تهم تجريح شخصية الشاعر

TT

أبقت محكمة جنح عراقية في محافظة البصرة (أقصى الجنوب) مسلسل بدر شاكر السياب الذي أنتجه المطرب سعدون الجابر معلقاً بدون أن تحدد مصيره لكنها برأت الجابر من التهم المسندة اليه عن تناوله شخصية السياب بدون موافقة ورثة الشاعر الذي توفي عام 1964.

ويستفاد من قرار المحكمة أنه لا يوجد أي عنصر جزائي في القضية حيث أن ما فعله الفنان الجابر يعد أعمالاً تحضيرية لا يحاسب عليها القانون.

وطبقاً للقرار فإن عرض المسلسل في أي محطة تلفزيونية يتيح لورثة السياب مقاضاة الجابر ولكن قبل ذلك ليس من حقهم ملاحقة شخص قام بأعمال توصف بأنها تحضيرية قانوناً.

واستندت المحكمة في قرارها الى لجنة خبراء شكلت من أعضاء اتحاد الكتاب والأدباء في البصرة تضم صديق الشاعر السياب محمد علي إسماعيل الذي لازمه حتى وفاته إضافة الى إحسان السامرائي الذي تابع سيناريو المسلسل إضافة الى الشاعر حسين عبد اللطيف، فيما تولى عبد الغفور النعمة متابعة الجانب الموسيقي للمسلسل وحسين فالح نجم الذي تولى متابعة المادة التاريخية له.

ورأت اللجنة أن المسلسل اشتمل على الكثير من معاناة السياب في جميع ادوار حياته الأدبية والسياسية فجاء مطابقاً لمواقفه السياسية وتبدلات آرائه خاصة في الحلقات الوسطى منه. إلا أن اللجنة رأت وجود تواريخ غير دقيقة لم يجر التثبت منها إضافة الى أحداث مرتجلة يمكن للمخرج مراجعتها مع اللجنة عند التنفيذ.

واعتبرت اللجنة الجهد المبذول في المسلسل هو أفضل نص بالنسبة للإنتاج الدرامي العراقي الحالي ولا تجد فيه تعريضاً أو تجريحاً للشاعر.

وفي تصريحات صحافية قالت ابنة الشاعر ألاء السياب: ان الجابر تجاوزنا في إنتاج المسلسل ولم يأخذ موافقتنا المبدئية وكذلك تجاوزنا في تصريحاته للصحافة حيث قال اننا نبغى المال لقاء عرض المسلسل وهذا غير صحيح.

وأكدت أن المسلسل يضم لقطات تشوه سيرة والدها، رافضة بشكل قاطع أن يغني الجابر قصائد والدها «وقبل العرض عليه أن يأخذ ملاحظاتنا جيداً ومن خلال عقد يحافظ على كافة حقوقنا».

وكان المسلسل الذي جرى تصويره في دمشق وبيروت وبغداد والبصرة قد أثار انشقاقاً ما بين مؤيد لعرضه ورافض لذلك بدون إعطاء ورثة الشاعر كافة حقوقهم.

وتوفي كاتب النص الناقد سامي محمد خلال الشهر الماضي بدون ان يتاح له رؤية مسلسله من محطات التلفزيون. أما المخرج فهو فارس طعمة التميمي نجل الفنان الراحل الذي توفي في ظروف مماثلة لكاتب النص.

=