الخبر والمفهوم العلمي

أنس زاهد

TT

الأخ القارئ مجهول المحمد عاتبني في رسالة طويلة على ما جاء في إحدى مقالاتي التي تناولت فيها ظاهرة اقحام المصطلحات الدينية على لغة الخبر التي يجب ان تكون مجردة من اية مرجعية دينية أو آيديولوجية أو قومية.

لغة الخبر في رأيي ليس لها دين، مثلها مثل العلوم. فحسب ما اعرف فإنه ليس هناك وجود لطب اسلامي أو هندسة نصرانية أو جيولوجيا يهودية أو علم نفس بوذي أو علم اجتماع هندوسي.. العلوم ليس لها دين، والاخلاق كذلك، فالكرم هو الكرم، والشجاعة هي الشجاعة والبطولة هي البطولة والايثار هو الايثار.

الخبر ايضا ليس له دين أو ملة أو هوية أو انتماء قومي. الخبر عبارة عن افادة تتعلق بوقائع جرت أو تجري على الارض. اما تقييم هذه الوقائع أو الادلاء حولها بأي رأي أو اخضاعها لعملية فرز وتصنيف تقوم على اسس دينية أو آيديولوجية، فهو ما لا ينسجم مع المفهوم العلمي لكلمة «خبر».

الأمم الناضجة هي التي تستطيع ان تتعامل مع لغة الخبر من دون الحاجة الى شحن هذه اللغة بالمؤثرات العاطفية.