حتى نكون داخل العصر

أنس زاهد

TT

إذا لم تعمل الفضائيات العربية على خلق تغيير حقيقي في بنية الذهن العربي، فإن وجودها يتساوى مع العدم.

الفضائيات العربية يجب ان تؤصل لخطاب ثقافي يعي طبيعة المرحلة ويمهد الى ان نكون جزءا منها.. والمرحلة التي نعيشها اليوم هي مرحلة العولمة التي استطاعت ان توجد مفردات مشتركة يجمع عليها العالم كله بكل ما يحتوي عليه هذا العالم من اختلافات.

اننا نعيش في ظل سيادة ثلاث مفردات اساسية هي: حقوق الانسان، الحرية، المنهج العلمي في التفكير.. هذا هو المناخ الثقافي الذي يسيطر على العالم والذي يحظى بقبول ودعم واجماع كل شعوب الارض ما عدا شعوبنا العربية.. ولعل هذا هو السبب في اننا ما زلنا متخلفين، واننا ما زلنا نعاني ازمة سوء فهم في العلاقة التي تحكمنا بالآخر.

الفضائيات العربية مطالبة بالترويج لهذه المفردات التي لم يجد العالم أية صعوبة في الالتفاف حولها وفي الاجماع عليها.. واذا لم تحدث هذه النقلة الثقافية النوعية وهذا التغيير الاساسي في بنيتنا الذهنية، فإننا لن نتمكن ابدا من الدخول الى العصر.

الفضائيات هي اهم الآليات المتاحة أمامنا، اذا لم ننجح في توظيف هذه الآلية فإننا سنبقى والى الأبد، خارج العصر.