نيللي مقدسي: «أهلي عرب» أغنيتي التي أتمسك فيها بعروبتي

المطربة اللبنانية تدعو إلى ضرورة تقيد الفنان بطريقة قريبة من الجمهور في أحاديثه وحواراته واختيار أغنياته

TT

اكدت الفنانة اللبنانية نيللي مقدسي ان ما من علاقة تربط بين تمسكها بشرقيتها من خلال اختيار النغمة الموسيقية والكلمات التي تؤديها عبر اعمالها، وبين ظهورها الذي قد يشبهه احدهم بالغربي.

وقالت «ليس ذنبي اني اشبه الغربيات، وملابسي على المسرح لا تختلف عنها خلال النهار، فما مانع من ان نماشي الموضة العالمية الى جانب محافظتنا على شرقيتنا من نواح كثيرة تنبثق من النوعية التي نختارها في حياتنا الفنية». واضافت ان فنانات عالميات اعتمدن الشكل الشرقي في ظهورهن «ومنهن مارلين مونرو التي ارتدت زي اميرة شرقية في احد ادوارها التمثيلية». وتساءلت نيللي «الا يرقص اهل الشرق، ام ان الرقص اصبح حكراً على الغربيين فقط؟».

واعتبرت نيللي «ان عدة عناصر تقرب الفنان من جمهوره، من بينها حسن اختياره لهندامه، وبالتالي، وهو الاهم بنظرها، ضرورة التقيد بطريقة قريبة من الجمهور في احاديثه وحواراته واختيار اغنياته.

واذا كان الجو السائد يغلب عليه الشكل الغربي، من حيث الايقاعات السريعة المعتمدة في الاعمال وكذلك في المظهر والحركات والكلمات، تشير نيللي الى انها لا تهدف الى حماية نفسها منه وتقول «لا اجد نفسي من خلاله مطلقاً، ولو اردت دخول هذا الجو فما من احد كان سيقف حائلاً دون ذلك. وما اسعى اليه هو ايصال الرسالة بطريقة جيدة».

وتلك الايقاعات السريعة التي تسود اغنيات الفنانين بشكل يجعل اعمالهم تشبه بعضها بعضا، تؤكد نيللي انها اعتمدتها في شريطها الاخير، الذي صدر تحت عنوان «اهلي عرب»، وان كانت تشير دائماً الى حرصها على اللحن الشرقي الا ان العبرة كما تقول، في التوزيع، الذي يعتمد كسياسة شبابية على الايقاع السريع.

وهي لا تتوجه الى فئة عمرية معينة، كي لا يتهمها احدهم باللون الشبابي فقط، وانما تجد ان اغانيها تجذب المسن والشاب والمراهق والطفل ايضاً، وذكرت ان اغنيتها الجديدة «اهلي عرب» قد اثرت في المتقدمين في السن لانها تشير من خلالها الى التقاليد والعادات العربية التي تعبّر عن مجتمعنا المحلي والعربي بشكل عام.

وترفض نيللي حصر اعمالها باللون البدوي فقط، فمن المعروف انها انطلقت من خلاله سواء في بدايتها حين تقدمت لبرنامج «كأس النجوم» على شاشة الـLBC، او في شريطها الاول الذي صدر منذ عام بعنوان «شُوف العين»، وهي اغنية تعتبر نيللي «انها لاقت رواجاً كبيراً ما زال صداه الى الآن، لانها، بنظرها، اغنية لم تمت، بل ما زال الجمهور يرددها حتى اليوم».

والمسؤول عن بقاء الاغنية حية بنظر نيللي هو اللحن الشرقي الذي يعتمده الفنان وهو الذي كان سبباً «في احياء الكثير من الاغنيات القديمة في قلوب الجماهير وهي التي راجت منذ فترة طويلة».

وهي باختيارها اللون الشرقي او حتى البدوي غالباً تسعى كما تقول «الى التعبير عن ذاتها الفنية الميالة الى هذا اللون». لكنها في المقابل ترفض حصر الفنان بلون واحد «فمن الممكن ان ينطلق الفنان من خلال لون احبه دائماً، وانما قد يختار خلال مسيرته الواناً اخرى متنوعة، وهو ما اعتمدته في كاسيتي الجديد عبر اغنيات باللون المصري الصعيدي واخرى باللهجة اللبنانية المحكية وغيرها من الاغنيات». واضافت نيللي ان اختيارها للون البدوي اتى تلقائياً في بداياتها لانها ترى في خامة صوتها اساساً له.

واشارت بالتالي الى عنايتها الدائمة بتطوير تجربتها، وهي تعتبر ان عملها الجديد يتميز بالنضج في الاداء، وقالت «وقد اصبحت على دراية اوسع بما أريده».

وتتساءل لماذا يقال دائماً انها لا تظهر الا برفقة والدها، وهي اذ تعتبر انه صاحب الفضل في مساعدتها على الاختيار واكمال المسيرة بشكل صحيح، الا انها تعتبر ان للمخرجين والمكتب الفني والموزع فضلاً كبيراً.

والعمل الجيد على حد قول نيللي مقدسي هو الذي تجتمع فيه عناصر اساسية تبدأ بالكلمة ومن ثم يأتي كل من اللحن والاداء.

وتحرص نيللي على طرح كاسيت جديد في الاسواق كل عام «شرط ان احافظ من خلاله على النوعية التي اقدمها». وهي اذ انطلقت بعد لبنان الى دول الخليج وكذلك تنقلت بين لندن واميركا، فلأنها تعتبر «ان الفنان يجب ان لا ينحصر في بلد واحد ومن الممكن بنظرها ان يكون اللون البدوي قد قربها من الاذان الخليجية، الا انه جذب كذلك الجمهور اللبناني».

ولا ترفض نيللي المقابلات التلفزيونية الا في حالات قليلة قد ينتفي معها المضمون الاخلاقي. اما بالنسبة للحفلات وسبب قلتها تجيب على ذلك بأنها لا تستطيع تخيل نفسها في مكان دون المستوى المطلوب. وتقول «لو نقص ظهوري دعماً مادياً ظهر على اداء الفرقة او على اختياري لملابسي على سبيل المثال، فلن يقال حينها ان الجهة الداعمة هي المسؤولة، وانما سيكون صوتي وذوقي في وجه الاتهام».

وحول اهمية الفيديو كليب رأت «انه يساعد على انتشار اعمال الفنان ولكن من يملك اسماً كبيراً لا يحتاجه كواسطة لتكثيف مبيع كاسيته، واضافت ان الفيديو كليب قد يحمل اهمية بادئ الامر في تعريف الجمهور على شكل الفنان وطريقة ادائه وتعبيره الا انه ليس اساساً».

وفي خط مواز للفيديو كليب، هناك طريقة الدويتو التي يتراكض على تنفيذها معظم الفنانين اليوم، اما بالنسبة لنيللي فأكدت انها لا تحبذها «فابتعد عن خوض ما يكثر على الساحة الفنية». واضافت انها لن تخوض التجربة الآن «لأني لا اريد ان يقال اني وصلت على ظهر فنان كبير».

ورحبت نيللي بخوض تجربة التمثيل السينمائي «خصوصاً اذا كان لدي متسع من الوقت وعرض عليّ عمل وطني او اجتماعي او استعراض مهم».