لا.. لمصادرة الحريات

أنس زاهد

TT

قرار إغلاق محطة mtv اللبنانية سيعيد لبنان مائة عام إلى الوراء.

اغلاق محطة تتمتع بما تتمتع به mtv من مصداقية ونسبة مشاهدة عالية، يعد ضربة موجعة للحريات في بلد كان ولا يزال يتميز بأكبر هامش للحرية على صعيد العالم العربي.

المسؤولون اتخذوا قرار الاغلاق بحجة ان القائمين على المحطة وقعوا في بعض المخالفات التي يحاسب عليها القانون.. لكن المخالفات لا تستدعي في الغالب ايقاع عقوبات اكبر من فرض بعض الغرامات المالية.. أما ان يتم التعامل مع المحطات التلفزيونية والمؤسسات الاعلامية بذات المنطق الذي يتم التعامل بواسطته مع محلات الفلافل والشاورما والمناقيش، فهو ما لا يمكن ان يقره القانون او يقبله المنطق.

لقد كان لبنان ولا يزال يحتل موقع الريادة على الصعيد الاعلامي، وقرار اغلاق محطة تلفزيونية ومؤسسة اعلامية بحجم mtv وختمها بالشمع الاحمر، هو مؤشر خطير يؤذن بحلول مرحلة تعيسة من التراجع الذي اتمنى ان يتم تطويقه واحتواؤه بأسرع وقت ممكن.

التعدد ليس مجرد صيغة يحتاجها لبنان كما يحتاجها اي بلد آخر لحل مشاكله، ولكنه جزء اساسي من تركيبة لبنان نفسه.. واية محاولة لمصادرة الحريات وتهميشها ستنتج عنها خلخلة حجر الزاوية الذي يقوم عليه لبنان ككل. لا وجود للبنان بدون التعددية ولا وجود للتعددية بدون حرية.