واجهوا التطرف

أنس زاهد

TT

بعد مرور عام على احداث سبتمبر (ايلول) المشؤومة لا تزال كثير من التلفزيونات العربية تتساءل عما اذا كانت بعض المنظمات العربية ضالعة في الاحداث التي قلبت العالم رأساً على عقب، أم ان الأمر لا يعدو ان يكون مؤامرة اميركية او صهيونية تهدف الى الاساءة الى سمعة العرب والمسلمين؟

ورغم كل اشرطة الفيديو التي بعث بها بن لادن وتنظيمه الى محطة «الجزيرة» واعترف فيها ضمناً بمسؤوليته عن الاحداث التي وقعت قبل عام من الآن، ورغم شريط الفيديو الاخير الذي تضمن وصية احد منفذي العملية واعترافات اخرى صريحة تؤكد مسؤولية «القاعدة» وبن لادن شخصياً عن الهجمة الارهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي.. رغم كل ذلك فان كثيراً من وسائل الاعلام العربية لا تزال مشغولة بالدفاع عن بن لادن وتنظيم القاعدة عن طريق الايحاء بأن الامر لم يكن سوى مجرد مؤامرة اميركية ـ صهيونية.

لقد آن الأوان لأن نعترف بمسؤوليتنا عما جرى وعن كل التداعيات التي حملتها الاحداث التي كانت الأمة العربية والاسلامية اكبر المتضررين منها، لقد آن الاوان لأن تعترف محطاتنا التلفزيونية واجهزة اعلامنا بصفة عامة، بفشلها تجاه مواجهة الأزمة، حيث اعتمدت كثير من وسائل اعلامنا على اسلوب التضليل والتبرير في مواجهة الكارثة التي حلت بنا وبالعالم أجمع.

هناك فكر متطرف ينتج الارهاب ويشجع عليه.. وليس هناك امل الا في مواجهة هذا التطرف الذي سيقودنا الى المزيد من الكوارث.