حتى لا تتفاقم الكارثة

أنس زاهد

TT

رغم انتمائهم جميعا الى منطقتنا ودولنا، فإن ايا من التلفزيونات العربية لم يهتم بتقديم تغطية خاصة تتناول عن قرب حياة خاطفي الطائرات التي استخدمت في الاعتداءات الارهابية التي استهدفت الولايات المتحدة، ولم يهتم احد بتغطية ظروف نشأتهم ورصد محطات التطور الفكري التي مروا بها والتي انتهت بهم الى انتهاج الارهاب واحترافه.

هذا النوع من التغطية بالاضافة الى كونه واحداً من اهم المتطلبات التي تقتضيها اصول الحرفة، فإنه ضروري اذا ما ارادت المحطات التلفزيونية ووسائل الاعلام عموما، ان تمارس مهمتها في البحث عن الحقيقة.. وهو ما لا يتأتى الا بسد جميع اوجه النقص المعلوماتي التي تمس قضية ما.

ان المشاهد العربي بحاجة الى معرفة الخطر الداهم الذي يتربص باولاده واحفاده، فالجماعات المتطرفة والمنظمات الارهابية التي تقوم بتجنيد الشبان العرب، كثيرة ومنتشرة في شتى بقاع الارض ولديها اساليب متطورة في تجنيد الشبان وغسل ادمغتهم.. ولن يكتشف الناس هذه الحقائق بدون ان يتلمسوها مباشرة من خلال الاطلاع على الجانب الانساني من القصة، وهو الجانب الذي يتمثل في التجربة الشخصية لهؤلاء الشبان الذين كانوا عاديين وربما ابرياء في يوم ما.

بدلا من التركيز على دفع التهمة، تجب مواجهة العلة، هذا هو ما نحتاجه الآن، وهذا ما يمكن ان تقوم به وسائل الاعلام التي تتمتع بالحد الادنى من الوعي والمصداقية.