بعد إقفال تلفزيون الـ«إم. تي. في» في لبنان مذيعاته يتريثن في البحث عن بديل

TT

يفتقد المشاهد اللبناني منذ فترة وجوهاً تلفزيونية طالما رافقته في ايامه وسهراته فاعتادها في اوقات ومواعيد محددة عبر شاشة الـ«إم. تي. في» التي اقفلت ابوابها منذ اكثر من عشرين يوماً بقرار صادر عن المحاكم اللبنانية بعد ختمها بالشمع الاحمر.

وتتساءل شريحة من اللبنانيين المهتمة باخبار نجوم هذه المحطة عن مصير هؤلاء الاعلاميين العاطلين قصراء عن العمل. فهل هم بصدد البحث عن محطة اخرى تحتضنهم فيعملون ضمن فريقها او ينتظرون ساعة الفرج للعودة الى قواعدهم سالمين؟

ميراي مزرعاني حصري مقدمة برنامج "هيصة" على قناة الـ«إم. تي. في» تقول من جهتها انها تنتظر العودة الى عملها بأسرع وقت ممكن، وانها لا تفكر او تبحث عن البديل لانها تتفاءل بالخير وتعتبر نفسها جزءاً لا يتجزأ عن المحطة التي تعمل ضمن عائلتها الكبيرة منذ حوالي الخمس سنوات. واشارت حصري انها شاركت الموظفين معاناتهم، فوقفت الى جانبهم وزارت معهم عدداً من الفعاليات اللبنانية لعرض قضيتهم.

وكان عدد من موظفي المحطة المذكورة قد قاموا بأكثر من جولة وزيارة لعدد من رجال السياسة في لبنان مطالبين اياهم مساعدتهم في النظر الى قضيتهم من الناحية الانسانية مع تعرض حوالى الـ500 موظف الى ازمة اقتصادية، لا سيما انهم على ابواب الشتاء الذي يتطلب تحضيرات معينة.

هيام ابو شديد مقدمة برنامج «جدل» على المحطة ترى ان الايجابية الوحيدة التي لمستها في ظروفها الحالية هو تفرغها لولديها كنده ونديم وقضاء غالبية وقتها معهما ومساعدتهما على استقبال العام الدراسي. «استعدت دوري كربة منزل من جديد» تقول هيام "فأنا ارتب، اطبخ، انظف الا انني ما زلت بالمقابل اشارك في اجتماعات خاصة بقضية الـ«إم. تي. في» واخرى تعقد في مكتب حقوق الانسان في بيروت».

وترى ابو شديد «ان اقفال المحطة احدث صدمة لديها اذ وجدت ان القصاص اكبر من الخطأ المرتكب، وبالرغم من انها تلقت عروض عمل في محطات اخرى الا انها تتريث وتقول: «الموضوع ليس شخصياً فانا لست خائفة على مصيري بقدر ما اقاسم زملائي معاناتهم فلا يحق لي ان اتركهم في ظرفهم الحالي».

ويشبّه عدد من اللبنانيين ما يحدث حالياً مع موظفي الـ«إم. تي. في» بالمعاناة التي سبق وعاشها زملائهم في تلفزيون لبنان الرسمي منذ اكثر من سنة عندما صدر قرار يقضي باقفاله لعجز في ميزانيته. وفيما حصل هؤلاء على تعويضاتهم المالية فإن موظفي الـ«إم. تي. في» ما زالوا لا يعرفون ماذا ينتظرهم في المستقبل القريب على صعيد تعويضاتهم او اجورهم التي ما زالوا يتقاضونها حتى الساعة كما يتردد.

وتقول مذيعة الاخبار نورما يونس ان القرار احدث بلبلبة بين الموظفين الذين لم يعرفوا كيف يتلقون الامر، لاسيما وانهم على ابواب سنة دراسية جديدة واستطردت «ما زلت امارس عملي الاذاعي من خلال برنامج «حكي بيروت" فيما اقضي معظم اوقات فراغي الى جانب اولادي الثلاثة فاشرف على تدريسهم وانتظر عودتهم يومياً من المدرسة بعدما كان الامر شبه مستحيل في الماضي».

مذيعة برنامج «اطلب وتمنى» نانسي خليفة قالت هي الأخرى انها تعيش حالة احباط ولا تشعر بالراحة ولا حتى بأوقات الفراغ لانها حتى الساعة لم تستوعب فكرة اقفال الـ«إم. تي. في» وكل يوم جديد يطلع عليها تتمنى فيه ان يكون ما تعيشه مجرد حلم سيئ!.