مسؤوليتنا وليست مسؤوليتهم

أنس زاهد

TT

أوافق الفضائيات العربية على أن الأميركيين يتآمرون ضد شعوب منطقتنا ويخططون لنهب ثرواتنا واستغلالنا ويسعون الى اخضاعنا وتركيعنا، لكنني لا أتفق مع وجهة النظر التي تحاول الفضائيات العربية أن تروجها والتي تتلخص في أن الأميركيين والغرب عموما هم السبب في كل البلاء والخراب الذي حل ولا يزال يحل علينا وبنا حتى الآن.

الاميركيون والغربيون ليسوا مسؤولين عن الفساد السياسي والاقتصادي الذي ينخر البلاد العربية، وليسوا مسؤولين عن انتهاك حقوق الانسان في العالم العربي، وليسو مسؤولين عن الحروب العربية العربية، وليسو مسؤولين عن مبدأ الولاء قبل الكفاءة الذي لا يزال يحكم حياتنا والذي تسبب في هجرة العقول والكفاءات العربية الى الخارج، أو تجميدها وعدم الاستفادة منها في حال بقائها في الداخل.

الأميركيون والغربيون ليسوا مسؤولين عن الآلاف من سجناء الرأي الذين تكتظ بهم السجون العربية، وليسوا مسؤولين عن تقييد حرية الصحافة ووسائل الاعلام، وليسوا مسؤولين عن غياب أبسط مظاهر الممارسة الديمقراطية عن حياتنا السياسية، وليسو مسؤولين عن منطق الخرافة الذي يسيطر على حياتنا العقلية.

اذا أردنا أن نتغير فعلا، علينا أن نواجه ذاتنا ونحدد مسؤوليتنا تجاه ما يحدث، بدقة وصراحة وشجاعة.