محمد مرشد ناجي: الخليجيون تعلموا من الأغنية اليمنية كلماتها وإيقاعاتها وتركيبها

الفنان اليمني يقول إن وزارة الثقافة اليمنية لا تهتم بالأغنية او الموسيقى

TT

يستعد الفنان اليمني محمد مرشد ناجي لإصدار أحدث اشرطته الغنائية، وطرحه في الأسواق بعد النجاح الذي حققه في مهرجان «أبها» بالمملكة العربية السعودية وحصوله على جائزة المهرجان.

في استوديو «ليلة» كان لـ«الشرق الأوسط» لقاء مع الفنان المرشدي للتعرف على اغنيات شريطه، وما يشغل عقل وقلب الفنان الذي منح عمره للأغنية اليمنية الأصيلة، فقال: اغنيات الشريط جميعها من ألحاني وكلها جديدة ما عدا واحدة فقط، سبق تسجيلها من قبل صوت آخر، وهي الاغنية الفائزة في مهرجان أبها الأخير، أما الجديد الذي أقدمه بالشريط فهو اغنية للشاعر اليمني القرشي عبد الرحيم ـ رحمه الله ـ ومطلعها «إحم.إحم. دق باب القلب».

وعما اذا كان شريطه ستتخلله ألحان خليجية قال المرشدي: معروف عني انني فنان «يمني خالص» هدفت طوال مشواري لنشر الاغنية اليمنية في كل انحاء العالم بعد تراجعها في الساحة الفنية العربية، وهذا بسبب وزارة الثقافة التي لا تهتم بالاغنية، وكذلك بالموسيقى حتى انه لا توجد في اليمن استوديوهات مجهزة بأحدث التقنيات لتسجيل الاغنيات، فأضطر لتسجيل اغنياتي في أماكن أخرى، فكيف يمكن للأغنية اليمنية ان تسافر أو تنتشر خارج قطرها اليمني، وهي لا تمتلك وسائل صناعتها؟ فإذا اردنا نشر ثقافتنا وموسيقانا واغنياتنا فلا بد أن نكون على مستوى من التقدم في جميع المجالات الثقافية.

وخلال عملي كمساعد لوزير الثقافة للشطر الجنوبي من اليمن سابقا، حاولت على مدى 30 عاما، تطوير الموسيقى في اليمن واقامة استوديوهات مجهزة، وأعددت تصورات وتقارير لتنشيط الحركة الفنية، ولم أجد من يساعدني على تنفيذ ذلك. وأنا أعتقد انه اذا ظل الحال على ما هو عليه، فلن يكون للأغنية اليمنية مستقبل وستنتهي بالفعل.

وعن دور الاغنية اليمنية في تطوير الاغنية الخليجية قال: الاغنية اليمنية تغذي الموسيقى في كل مكان وأهل الخليج تعلموا من الاغنية اليمنية، سواء من حيث الكلمة أو الايقاعات أو التراكيب، ولكن الاغنية الخليجية لم تقف عند حد الاقتباس بل طورت نفسها وتم توفير كل العناصر لضمان نجاحها، بينما نحن في اليمن في سبات عميق، بالرغم مما تمتلكه من موشحات وفولكور متنوع بسبب تميز كل قبيلة بغنائها وموسيقاها.

ومن حق أي فنان ان يتأثر ويتعلم ويطور في شتى أنواع الموسيقى، فكل الموسيقيين العرب تأثروا بمحمد عبد الوهاب. والغناء والشعر قابلان للتأثر والتأثير، وعلى سبيل المثال اذا نظرنا لظاهرة الفيديو كليب، نجد انه اسلوب مقتبس من الغرب ولكنه أصبح سمة لكل اغانينا العربية.

وعن المطربين الذين يفضل الاستماع اليهم قال: استمع لعمرو دياب وتعجبني فيه جرأته وأرى في صوته شيئا مميزاً، فهو لا يقلد أحدا، وكاظم الساهر الذي أرى انه أحيا القصيدة العربية. أما ماجدة الرومي فهي فنانة رائعة وصريحة ولكنها ليست مثل فيروز التي تمثل لبنان، فماجدة لم تعط للتراث اللبناني حقه. وأعتقد أن نجوى كرم استطاعت الحفاظ على جذور الاغنية اللبنانية، فما تقدمه ليس تعصبا لبلدها ولكنه انتماء. وعن مدى صحة قرار اعتزاله، قال انه يغني منذ 50 عاما، وانه تعذب كثيرا خلال مشواره الفني وكان عليه اتخاذ قرار اعتزال الغناء في الحفلات العامة والجماهيرية.

وقال: أن عبد الوهاب اعتزل الحفلات الجماهيرية وهو في الثلاثين من عمره، ولكني الآن تعديت عن السبعين عاما، ومن حقي اعتزال تلك الحفلات، ولكني سأواصل عملي الفني طالما ظلت لدي القدرة. وبسؤاله عن الفنان اليمني أحمد فتحي قال: لقد شق طريقه بنجاح خارج اليمن وعليه الآن أن يركز مجهوده في اليمن، لمواصلة الرسالة التي حملناها.

واختتم الفنان محمد مرشد ناجي حديثه قائلا: بعد ثلاثة أشهر ستنتهي عضويتي في مجلس النواب اليمني وسأذهب للسعودية لأكون ضيفا على صديقي محمد عبده لمدة ثلاثة أشهر أخرى. ومن يدري ربما يكون بيننا عمل فني يمني ـ سعودي مشترك يكون اضافة جديدة لمشوارنا الفني الطويل.