أيام السادات

أنس زاهد

TT

الفرق بين فيلم «أيام السادات» للمخرج محمد خان وفيلم «ناصر 56» للمخرج مجمد فاضل، هو نفس الفرق الذي يفصل بين الرئيسين الراحلين ذاتهما.

فيلم «أيام السادات» كان حياديا بالقياس الى فيلم «ناصر 56». على سبيل المثال لم يتغاض «أيام السادات» عن أخطاء الرئيس السادات القاتلة منها والبسيطة، بل أبرزها ومنحها المساحة التي تستحقها.

من أبرز الأخطاء التي تناولها الفيلم دعم السادات غير المحدود للتيار الديني ممثلا في الاخوان المسلمين، بالاضافة الى قرار رفع الدعم عن السلع الأساسية الذي نتجت عنه أحداث يناير (كانون الثاني) الشهيرة .. وأكثر من ذلك فقد غمز الفيلم عبر احد المشاهد، الى عدم رغبة السادات وربما عدم جديته في متابعة وتدعيم التوجه الديمقراطي الذي بدأه.

العنصر الانساني كان حاضرا بقوة في النصف الأول من الفيلم، لكن وبمجرد أن وصلت الأحداث الى الفترة التي تم فيها تعيين السادات رئيسا للجمهورية، طغى الجانب التوثيقي على الجانب الدرامي وطغى الطابع السياسي على الطابع الانساني، ففقد الفيلم تماسكه واختل ايقاعه واهتزت بنيته الدرامية.

لكن ما يشفع لـ«أيام السادات» في رأيي هو الأداء الخلاب لأحــــــمد زكي ثم درجة المصداقية العالية التي ظهر بها الفيلم مقارنة بفيلم «ناصر 56».. وهو في حد ذاتــــه أمر لا يمكن الاستهانة به .