المصداقية أولا

أنس زاهد

TT

المصداقية في الفن أمر لا غنى عنه، وفي الدراما بشكل خاص امر جوهري وحيوي ويتوقف عليه كل شيء تقريبا.

الاعمال الدرامية البسيطة التي انتجتها استوديوهات مصر في الاربعينات والخمسينات والستينات، ما زال الجمهور يشاهدها ويتفاعل معها ويستمتع بها.. ورغم ان معظمها كان يتسم بالسذاجة فانها كانت تتمتع بالمصداقية المطلوبة، وهذا هو السبب في ان الجمهور كان ولا يزال يتقبلها ويشاهدها ولا يستنكر سذاجتها.

الدراما عندما تفتقر الى المصداقية لا بد ان يحس المشاهد اثناء متابعتها بالاهانة، وهو شيء طبيعي.. فعندما تحس بأن احدا ما يستخف بك ويستهين بوعيك فانك لا يمكن ان تحتفظ حياله بمشاعر حيادية.

عندما يظهر على سبيل المثال ممثل تجاوز الستين وممثلة في نفس العمر وممثل آخر اقترب من الخمسين وهم يقومون بأداء ادوار شباب لم يتجاوزوا الخامسة والعشرين، فهذا ما لا يمكن ان نطلق عليه سوى «اخلال كبير بالمصداقية»، وهو اخلال متعمد ومع سبق الاصرار والترصد، مما يعني ان القائمين على العمل لم يراعوا أبسط قواعد احترام المشاهد اثناء قيامهم بعملهم.

الفن كذبة، هذا صحيح، لكنه لا يمكن ان يكون نوعا من انواع التدجيل.