خبراء إعلام: الشاشة المصرية تعاني من تخمة إعلانية ودرامية

مسؤولة في التلفزيون المصري: برامج المنوعات يعيبها سوء الإعداد وعدم التحضير

TT

الكم الدرامي والإعلاني الهائل ـ أكثر من 20 مسلسلا دراميا عرضها التلفزيون المصري على مختلف قنواته، بالإضافة إلى طوفان من البرامج الإعلانية والفقرات الإعلانية الصريحة التي عجت بها الشاشات المصرية في رمضان ـ أوجد نوعا من التخمة لدى المشاهدين وعدم القدرة على تمييز العمل الجيد من العمل السيئ، هذا ما استخلص اليه بعض خبراء الإعلام.

ويقول الخبير الإعلامي الدكتور سامي عبد العزيز: «مع أن المؤسسات الإعلامية أصبحت الآن تدار بفكر اقتصادي، إلا أنه يجب أن نفرق جيدا بين الإعلام التجاري الذي يعتمد على تحقيق الربح بكل الأشكال الممكنة والإعلام الحكومي المسؤول أمام مشاهديه عن توفير متطلباتهم الإعلامية والتي لا تقتصر على الدراما والإعلانات»، موضحا أن التلفزيون المصري يذيع ما يقرب من 15 ساعة مسلسلات على مدار اليوم، «فكيف يستطيع أن يقدم بقية خدماته الإعلامية خلال الوقت المتبقي، إلا إذا افترض تفرغ المشاهد تماما خلال شهر رمضان لمتابعة ما يعرض على الشاشة دون أداء بقية متطلبات الحياة اليومية».

ويضيف الدكتورعبد العزيز على أن الوضع الحالي للشاشة المصرية يمثل ظلما للأعمال المتميزة مثل مسلسل «فارس بلا جواد» وغيرها لأن التلفزيون يقدم أفضل ما لديه في هذا الشهر بينما تظهر أعماله دون المستوى بقية العام. ويستنكر الدكتور محمود عز الدين أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر وضع البرامج الدينية التي إما أن تكون في فترة الظهيرة خلال اوقات الدوام، أو أن تذاع في ختام السهرة مثل مسلسل «إمام الدعاة» الذي حرم الكثير من الجمهور من مشاهدته، مشددا على ضرورة وجود البرامج الدينية بصورة مكثفة بما يتلاءم مع أحداث الشهر الفضيل.

أما الدكتورة جيهان رشتي أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة فتؤكد على أن التلفزيون المصري عودنا خلال شهر رمضان أن يضاعف من المواد الترفيهية، ولا مانع في ذلك، ولكن مع حسن التنسيق بين نوعية المواد المعروضة، مشيرة إلى أن أهم الظواهر السلبية على الشاشة هذا العام هو انتشار البرامج الممولة التي يكون دور التلفزيون هو عرضها فقط دون السيطرة علي المضمون الذي تقدمه، ورغم ما تدره هذه البرامج من مكاسب إلا أنها تفقد التلفزيون تناسق سياسته وتجور على عدد من الوظائف الإعلامية لحساب الترويج والترفيه فقط.

كما حذرت رشتي من أن تكثيف برامج الأطفال في فترة الإفطار خطأ تربوي حيث يعزل الطفل عن الأسرة في حين يجب أن يتعلم ولو بالمشاهدة أهمية هذا الشهر بالنسبة له كمسلم والأفضل هو تقديم موشحات دينية حتى ينضم الأطفال إلى موائد أسرهم.

وترى مهرة راشد المديرة العامة للمنوعات بالتلفزيون المصري ان معظم برامج المنوعات يعيبها سوء الإعداد وعدم التحضير الجيد وغاب عنها مناقشة القضايا الهامة والخفيفة، مضيفة ان برنامج «الكاميرا الخفية» مثلا أصبح غير قادر على إضحاك الناس وهو ما جعله يتعرض لنقد شديد لأنه بات يعتمد على أسلوب ترويع الضيف، وان برنامج «كلام من ذهب» فقد بريقه رغم إضافة الجوائز المغرية، وعلى الجانب الآخر أحسنت أسرة برنامج حوار صريح جدا بتجديد نوعية ضيوفها من خلال استضافة نجوم المجتمع من السياسيين ورجال الإعلام والعلماء.

ومن ناحية أخرى بين مصدر مسؤول بالقطاع الاقتصادي بالتلفزيون المصري أنه على الرغم من تحقيق البرامج الإعلانية الممولة بمبالغ مالية ضخمة، حيث يصل حجم ما تدفعه وكالات الإعلانات التي ترعى هذه البرامج إلى أكثر من 100 مليون جنيه، إلا أنه تم وضع العديد من الضوابط للبرامج، موضحا أن القطاع الاقتصادي باتحاد الإذاعة والتليفزيون استقبل خلال الأشهر الماضية عدداً كبيراً من البرامج الإعلانية، إلا انه بعد مراجعة الأفكار المقدمة وكذلك الحلقة التجريبية تم استبعاد 42 برنامجا من البرامج التي قدمتها شركات الإعلان، مشيرا إلى أن وزير الإعلام طلب من جميع قطاعات التلفزيون عدم إذاعة أو وضع أية أسئلة للمسابقات والجوائز على الشاشة الصغيرة تستهين بعقلية المشاهد، وكذا التأكد باستمرار من تسليم جوائز المسابقة للفائزين من المشاهدين.