جومانا بوعيد: طولي يدفعني إلى الانحناء أمام ضيوفي تلقائيا

المذيعة اللبنانية بدأت مسيرتها في إيطاليا وترى أن الغربة أضافت إلى ثقافتها الشرقية ثقافة أوروبية

TT

جومانا بوعيد مذيعة تلفزيونية اثبتت حضورها المميز في برامج فنية تقدمها منذ اكثر من سبع سنوات على قناة الـART،Aالبعض يلقبها بماردة المذيعات وآخرون بالمذيعة الرصينة، لكنها تبتسم عند سماعها اللقبين وتقول لا بد ان طولي (186 سنتم) يتسبب لي بالاحراج بعض الاحيان امام ضيوفي مما يدفعني الى الانحناء امامهم لا شعورياً... اما رصانتي فهي جزء من طبعي ولأنني جدية بطبيعتي وهذا يطغى على علاقاتي عامة وجزء لا يتجزأ مني! وجومانا، التي بدأت مسيرتها التلفزيونية بالعمل في مركز الـARTT في ايطاليا ترى ان الغربة صقلت مشوارها اجتماعياً وتقنياً، فأضافت الى ثقافتها الشرقية ثقافة اوروبية جعلتها تتمتع بخليط من الثقافات. وتقول: «تجربتي مع الايطاليين لا شك اغنتني وتعلمت من خلالها كيفية التعاطي مع المشاهد بعفوية فلا اغشه... اما تقنياً فقد صرت املك خبرة لا بأس بها بالتعاطي مع الكاميرا والمسارح واميز ما بين الافضل في الصورة والصوت».

وجومانا التي درست العلوم السياسية واعطت دروساً خاصة في الموسيقى وتقدم برنامج «استديو المشاهدين» تقول: «لا ادري لماذا هذا المجال يرشق دائماً بالانتقادات وتكثر حوله الاقاويل... فالفن نابع من الحس المرهف وكثيرون من اهله تليق بهم النجومية وبرهنوا انهم ينافسون الفنانين الاجانب ذكاء».. وتستطرد جومانا: «عملي مع غالبيتهم قربني منهم وفتح لي المجال على التعرف اليهم عن كثب، فالمطربة نجوى كرم من اعز صديقاتي ولا ابالغ اذا قلت انها صاحبة شخصية فذة. اما جوليا بطرس فهي غاية في الرقي والذكاء... والمطرب محمد عبدو فنان يتميز باللباقة والشخصية الممتعة وكثيرون غيرهم يمتلكون صفات جميلة لا تقل اهمية عن التي ذكرتها وانا من حزب الفنانين وارفض محاربتهم».

وتضيف: «انا خجولة على فكرة ولا احب الوقوف امام عدسة المصور الفوتوغرافي مثلاً، انما المسرح بحد ذاته يعطيني الثقة بالنفس ويشعرني بالنشوة فما ان تطأه قدمي حتى اصبح شخصاً آخر اذ يعطيني الشعور بالامان» و«لا يعني لي شيئاً ان ابدو جميلة فقط بل الاهم ان اكون على قدر من المستوى المطلوب في فحوى الحوار».

وعن رأيها بعارضات الازياء وملكات الجمال اللواتي تحولن الى مذيعات تقول جومانا: «بعضهن ناجحات وهن على الاقل لديهن هم واحد ينحصر بالتقديم ومستوى الحوار فيما الجمال جزء لا يتجزأ منهم...».

وعما اذا كانت شخصيتها القوية تزعج ضيوفها من وقت لآخر تقول جومانا: «احاول قدر الامكان ان لا اربك ضيفي، بل اشده الى موجتي وهو مرتاح من دون ان اتسبب في خدش شعوره». وعن المخرجين الذين تعاملت معهم على مدى تسع سنوات تصف جومانا وائل الشنتناوي الذي اشرف على اخراج برنامجها «استوديو المشاهدين» في ايطاليا بأنه علمها القواعد التقنية في المهنة، فيما ان بدر مجيد مخرج آخر توالى على اخراج البرنامج نفسه، عرفها على مدى اهمية ابتسامة المذيعة في عملها. اما باسم كريستو المخرج الحالي الذي تتعامل معه، فقد حملها رسالة جديدة من نوعها حسب رأيها وهي نظافة المهنة او بمعنى آخر التعامل مع الآخرين من خلال الحقيقة، «اما عن المخرج اللبناني طوني قهوجي فتقول انه يتمتع بمستوى رفيع في عمله»! اما المهنة التي قد تختارها في المستقبل فهي الاخراج ولا تفكر بنشر كتاب يحكي عن لقاءاتها الفنية بالرغم من انها تدون كل شاردة وواردة واهم الاحداث التي مرت بها. وتقول: «اشعر ان الامر بات مستهلكاً في ايامنا ولا يرضيني ان اقوم بالمثل».

ولا تنفي جومانا رغبتها بالقيام بالثورة فيما لو شعرت بالظلم، وتضيف «انه احساس لا استطيع تفسيره ولكنه يملأني بالغضب فيما لو صادفته. وتتوجه في الختام الى الفنان العربي عامة الذي تكن له كل احترام وتطالبه بالتخلي عن الفتور، وتقول: «يا ليته يقف امام المرآة ليتعرف الى نفسه عن كثب فيقدر امكانياته ويصبح اكثر عفوية»!