«بدنا نتجوز عالعيد» على شاشة «المستقبل» أفكار رومانسية جاهزة في قالب غير واقعي

TT

اشترى تلفزيون «المستقبل» برنامج «بدنا نتجوز عالعيد» الذي بثه خلال شهر رمضان من احدى الشركات المنتجة تماماً كما يشتري اي مسلسل عربي يخصصه لدورة برامج الشهر الفضيل. وقد أُعد البرنامج في كواليس الشركة المنتجة معتمدا كاميراتها وفريقها الخاص.

واوضح المدير التنفيذي في «المستقبل» علي جابر لـ«الشرق الأوسط» ان البرنامج أعد وفق اسلوبbReality TVbالذي يعتمد على فكرة تؤدى بشكل طبيعي من دون قوالب تمثيلية.

وعن سبب اعتقاد الناس ان البرنامج يجمع شخصين عاديين من الحياة ليقدم لهما فرصة الارتباط بشكل رومانسي، قال جابر: «الاشكال الذي رافق البرنامج ساهم في ترويجه، مع اننا لم نعلن انه سيجمع اشخاصاً مرتبطين في الواقع بعلاقات ودية تهدف الى الزواج، وانما كان الاعلان عن البرنامج واضحاً في هذا الشأن، اذ صور شخصاً يتقدم بطريقة غير لائقة لطلب يد فتاة احلامه. ولتجنب هذا الموقف عمد «بدنا نتجوز على العيد» الى تقديم نماذج رومانسية وافكار كفيلة بتشجيع من يحبون بعضهم على الارتباط». ونفى جابر «كل ما أشيع عن خدعة تعرض لها المشاهد، لأن البرنامج استعان بممثلين سبقوا وظهروا في ادوار سنوية في عدد من المسلسلات المحلية، ولو كان الهدف هو الخدعة لتمت الاستعانة بأشخاص لم يظهروا على الشاشة مطلقاً».

وكان برنامج «بدنا نتجوز على العيد» قد اثار لغطاً في جميع حلقاته لجمعه عرسان مزيفين لا تجمعهم في الحقيقة اي قصة حب. ووسط تكاثر التساؤلات والنقد الموجه الى حلقات البرنامج، وجهت الانظار الى اطراف ثلاثة، اولهم تلفزيون «المستقبل» الذي تكفّل عرضه على مدى شهر كامل، وثانيهم الاعلامية ميرنا قرانوح التي تولت مهمة اعداده وتقديمه، ومن ثم الممثلين الذين ادوا ادوار العشاق الموعودين بقفص ذهبي يدخلونه في عيد الفطر لا محالة.

والحقيقة ان الاطراف الثلاثة يحملون مسؤولية «التزييف التلفزيوني»، ذلك ان بعض النجوم المساهمين في اللعبة من دون علمهم ابدوا انزاعاج من الدور الذي اضطروا الى تأديته وفي نيتهم انهم يقومون بعمل يجمع رأسين في الحلال.

لكن المشاهدين وعلى رغم التوضيحات لم يغفروا لميرنا قرانوح استغلالها جمالها وعفويتها لإقناعهم بأن التمثيل حقيقة، كذلك لم يغفروا للشركةbالمنتجة ولا لتلفزيون «المستقبل» الذي بث البرنامج تخصيص الحلقة الاخيرة من البرنامج لتوضيح كل ما شاب الحلقات من الالتباس. ويقول وسام سعادة لـ«الشرق الأوسط» وهو طالب في كلية الفنون وشارك في احدى الحلقات مع صديقته، انهما اديا دور العاشقين مقابل مبلغ مادي تقاضيناه. ويضيف «ان كثيراً من زملائه اظهر حالة العشق على الشاشة ضمن اسماء مستعارة». وهو ما يبرر ما لاحظه المشاهد من انفصالات مصطنعة منذ الحلقات الاولى، خصوصاً اذا ما عرفنا كذلك ان العروس لم تكن لتفاجأ بطلب غير اعتيادي ليدها كما كانت تؤكد دائماً ميرنا قرانوح، وانما كانت تحركاتها مدروسة ومفتعلة وفقاً لما اشارت اليه «جويس» صديقة «وسام» الى جانب ما طرحه المشاهدون من تساؤلات طالت الى جانب الممثلين الوجوه المعروفة التي استعان بها البرنامج لرفع حلقاته الى منطقة الجذب الرمضاني المطلوب. حتى ان البعض لم يصدق اي مدى كانت الفتاة التي استقبلها الفنان غسان الرحباني في احدى الحلقات ساذجة لتعتقد انه سيحوّل فريقه الغنائي من «فوركاتس» الى «فايف كاتس». ان القائمين على البرنامج هدفوا الى حل ازمة العنوسة في الشرق الاوسط وايصال ثلاثين عروساً الى قفص عريسهن الذهبي. وهو «عمل خير» تم ايصاله ضمن حبكة خفيفة وسط غاية ضمنية سعت الى تمرير الاهداف الاعلانية التي تتغذى بها دائماً البرامج الترفيهية، وذلك عبر هدية ترويجية تقدم في ختام كل حلقة للعروسين وتؤخذ منهما بعد انتهاء التصوير.