على الشاشة فقط

أنس زاهد

TT

كعربي شعرت بارتفاع الروح المعنوية وبازدياد معدل الثقة في الذات، بمجرد ان انتهيت من مشاهدة فيلم جيمس بوند الاخير «فلتمت في يوم آخر».

الظاهر ان الجمهور الغربي لا يختلف كثيرا عن الجمهور العربي، والا فبماذا يمكن ان نفسر ابتلاع كل هذا الكم من الاكاذيب الجيمسوية ـ نسبة الى الاستاذ جيمس بوند ـ من قبل ملايين المتفرجين الذين شاهدوا الفيلم واقبلوا على صالات العرض افواجا ثم خرجوا والابتسامة تعلو وجوههم، والرضا يملأ قلوبهم؟.

الرجل الخارق استطاع ان يواجه بمفرده جيشا جرارا من الاعداء والاشرار الذين يهددون مستقبل الكوكب الذي نعيش عليه والجنس الذي ننتمي اليه.

ويبدو ان الرجل الخارق والبطل الملهم لا يزال محتفظا بمكانه ومكانته في الثقافة الغربية بعد ان خسر هذا الموقع في الحياة السياسية، فالجمهور بحاجة دائما، الى بطل اسطوري يتولى مهمة الفعل بالنيابة عنهم ويسد كل اوجه النقص التي تحول بينهم وبين تحقيق الكمال.

لكن المؤشر الوحيد الحسن هو ان البطل الاسطوري هناك لا يستطيع ان يغادر صالات السينما، انه حبيس الشاشة دائما.