ضد الموت

أنس زاهد

TT

أتحدى ان تستمر اغنية من الأغنيات الحديثة أو ما يطلق عليها البعض الأغنيات الشبابية، اكثر من عام واحد.

الأغنية الحديثة او الراقصة لا أحد يستمع اليها بمجرد مرور عام على صدورها او بمجرد ان يقوم المغني باصدار ألبوم جديد يليها، يعني ان أغنيات هذا الزمان أصبحت تمتلك تاريخ صلاحية وانتاج حالها حال الحليب والمعلبات والبسكويت والكوكاكولا.

لا أذكر ان أغنية من هذه الأغنيات صمدت اكثر من عام، رغم ان بعض هذه الأغنيات حققت عند العام الأول من صدورها ارقاماً خيالية ونسباً لا يمكن استيعابها من التوزيع.

من يذكر الآن أغاني مثل «نور العين» او «ميّال» أو «شوّقنا» لعمرو دياب، من يذكر او ما زال يستمع الى أغنيات حققت ارقاماً قياسية في التوزيع مثل «لولاكي» أو «انا ما فيّ» او «الليالي» او «الحب الحقيقي»، ومن سيذكر بعد أقل من سنة أغنية مثل «آه يا ليل» أو «وادان داني»؟

ان الفن الذي يمتلك عمراً افتراضياً بهذا القصر لا يمكن اعتباره فناً حقيقياً، فالفن نشاط تحركه نزعة الخلود في الانسان، والأثر الفني الحقيقي هو الذي يستطيع ان يلوي عنق قوانين الزمان ويلغي العمل بقانون الغناء. الفن الحقيقي ضد الموت.