«رجل أهدى إلينا البراءة»

أنس زاهد

TT

قلنا في مقال البارحة ان الكوميديان الناجح هو الذي يستطيع ان يجعلنا نحبه ونتعاطف معه، ولكي تحب شخصا ما وتشعر بالتعاطف تجاهه، يجب ان يكون هذا الشخص يشجعك ويستطيع ان يعبر عنك.

لقد كانت الضحكة عند الريحاني اداة مقاومة وحالة من حالات اعلان الثورة، وقد استطاع بذلك ان يكون الناطق الرسمي باسم ملايين الشعب. لقد كانت ضحكة الريحاني مكللة بالمرارة وكان لها طعم الوخز لأن الريحاني كان يوظفها لايصال ما يريده من افكار ورؤى.

بعد الريحاني سطع نجم اسماعيل ياسين صاحب الضحكة البريئة والخالية من الاغراض. لم يكن اسماعيل ياسين يريد ان يوظف ضحكته لايصال افكار اجتماعية او سياسية، ومع ذلك فقد نجحت مدرسة اسماعيل ياسين ولا تزال ناجحة حتى الآن.

اسماعيل ياسين استطاع وربما دون تخطيط عميق منه، ان ينجح في خلق نموذج يشبهنا كثيرا، وبعيدا عن احداث افلامه التي لم تكن تقل شيئا، فقد استطاع اسماعيل ياسين ان يشدنا الى النموذج الذي اخترعه.

اسماعيل ياسين الساذج كطفل كان يعبر عن جوانب الطفولة في شخصياتنا جميعا، تلك الجوانب التي لم نستطع التخلص منها، لكننا لا نستطيع ان نمنحها المجال والحيز المناسبين، لكي تعبر عن نفسها. لقد كان اسماعيل ياسين طفلا كبيرا، فهو يتحلى بقدر كبير من السذاجة وهو الذي تضعه الظروف دائما في دور المغلوب على امره، فكان يبدو وكأنه طفل متشوق لممارسة اللعب واللهو، لكن قسوة النظم الاجتماعية كانت تحول دائما بينه وبين تحقيق هذه الغاية. وأكثر من ذلك فقد كان اسماعيل ياسين جبانا بطبعه، وهو ما يذكرنا بكل عقد الضعف التي نحملها منذ ايام الطفولة. اسماعيل ياسين اهدى الينا براءتنا.