فجر السعيد: الفرنسيون لم يبثوا مسلسل ثمن عمري مجاملة لي

قالت لـ«الشرق الأوسط»: لم افرض على المخرجين أسماء النجوم لكني أصر على وجود الوجوه الشابة

TT

هل يكفي ان نقول فجر السعيد؟...أم لا بد من التعريف، وحتى ان كان كذلك فهي تستحق التوقف عندها طويلا، فما من مشاهد عربي يتابع الدراما الخليجية اليوم إلا ويعرف من هي الكاتبة الكويتية فجر السعيد التي تربعت على عرش الدراما الخليجية الاجتماعية سواء على صعيد الكتابة التلفزيونية او الانتاج الدرامي، بل انها استطاعت ان تكسر الحواجز العربية او بالاخص المصرية، فالمحطات الفضائية في مصر لم تعرض من ذي قبل عملا خليجيا في محطاتها الا ان فجر السعيد اقتحمت تلك الاسواق وارغمت تلك المحطات على بث اعمالها، وهي ايضا تجاوزت تلك الحدود العربية، وراحت تقف عند عتبات البوابة العالمية من خلال بث عملها الاخير ثمن عمري في القناة الفرنسية الخامسة بعد ترجمته الى اللغة الفرنسية.

والحديث يطول عن المؤلفة فجر السعيد التي باتت واحدة من اهم الكاتبات الدراميات في الوطن العربي، وعلى الرغم من ان الكثيرين توقعوا في بداياتها ان تختفي كما خرجن الكثيرات من المؤلفات الا ان فجر كانت في كل تجربة تؤكد لهؤلاء وللوسط الفني العربي عامة انها لم تأت وليدة الصدفة لذا فإنها لن تذهب بسرعة فهي وليدة حصاد سنوات من القراءة والكتابة بجميع اشكالها، ورغم شهرتها الكبيرة في الشاشة الصغيرة لكن القلة ممن يعرف ان بدايتها الكتابية كانت على خشبة المسرح.

في هذا الحوار نتوقف عند فجر السعيد التي لا تعرف سوى الصراحة في اي حديث تخوضه، ولا تتوانى في ان تفتح قلبها وعقلها لـ«الشرق الأوسط» فتقول كل شيء.

في البدء جاء السؤال على النحو التالي:

* هل باتت فجر كاتبة موسمية؟

ـ لا طبعا، لكن الواقع يفرض عليك ما لا تحب، فالكاتب او المؤلف دائما ما يريد ان يفرغ ما بداخله، فأحيانا في خضم المسؤوليات تخطر ببالي فكرة عمل او تتمحور قصة قصيرة بداخلي او فكرة مسرحية، لكني في هذه الزحمة لا اتمكن من تحقيق كل ما اريده كتابيا، واتمنى ان اقدم اكثر من عمل في الموسم الواحد، لكن العمل الواحد بالنسبة لي يستغرق الامر في كتابته اكثر من نصف سنة والتصوير لاكثر من اربعة اشهر، وهكذا اجد نفسي مضطرة لتقديم عمل كل عام، لكني لا اصنف نفسي ككاتبة موسمية.

* لماذا لا تحاولين التأليف مع بدء تصوير اي عمل لك؟

ـ كثيرا ما يعتقد البعض ان علاقتي بما اكتبه تتوقف عند حدود بدء مشروع التصوير، لكني كمنتجة اولا وكمؤلفة ثانيا احرص كل الحرص على السير مع فريق العمل خطوة تلو الأخرى، وهذا لا يعني انني لا اثق بفريق العمل بل لأنني احرص على عمل وهو كل ما هنالك.

* لماذا راهنت على عبد الله البراك في مسلسل ثمن عمري ودفعته للاخراج رغم انها التجربة الاولى له؟

ـ اولا عبدالله البراك ليس جديدا على الساحة الفنية فهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية ودرس الاخراج التلفزيوني بالاضافة الى انه مخرج مخضرم في الاذاعة بل يعد الاهم هنالك، كما انه وقف خلف مخرجين في تجارب سابقة وهو ايضا شاعر ومتذوق وصاحب فكر مستنير لذا فإن له رؤية فنية اكثر من مميزة، ولهذا فقد اخترته في الوقت الذي ظن البعض انني لو لم اتعاون معهم فإنني سأفشل في تقديم اعمالي لكن الواقع اكد عكس ذلك ولله الحمد.

* يقال إن ثمن عمري بث في القناة الفرنسية الخاصة من خلال علاقات جيدة بينك والمحطة؟

ـ اذا افترضنا ان لدي علاقات طيبة مع تلك المحطة فهل تعتقد ان الفرنسيين يجاملون فجر السعيد على حساب محطتهم، وهل كان المصريون يجاملون حينما عرضوا على الفضائية المصرية جرح الزمن في العام الفائت، ان النجاح له اكثر من ضريبة، والكلام الذي لا اساس له لا التفت اليه، لكني اؤمن بأن العمل الجيد هو الذي يفرض نفسه على الآخرين، ولولا نجاح اعمالي لما وجدتها في كل تلك المحطات الفضائية خلال دورة رمضان.

* يقال إنك تفرضين على المخرج فريق العمل الذي تريدينه، وهنالك اسماء معينة تصرين على وجودها في كل عمل مثل مشاري البلام وعلي جمعة وغيرهما؟

ـ لا يقال بل هو رأيك، فأنا ان كنت مؤلفة ومنتجة لكني لا افرض رأيي على احد وتستطيع سؤال الذين عملوا معي، اما اذا اخذ المخرج رأيي فلا بد من ان اقول وجهة نظري خاصة ان المؤلف يشعر بشخصيات العمل ويغوص مع ابعادها اكثر من اي شخص آخر، لكني دائما ما احرص على فرض الوجوه الشابة على المخرجين من دون الالتفات على اسم معين، لانني اود ان اخرج في كل عمل وجها فنيا جديدا، وهو دور لا بد ان يقوم به اي منتج فني، لان الكوادر الشابة دائما بحاجة الى من يشد على ازرهم، أما علي جمعة ومشاري البلام، فلست افرضهم بل مواهبهم هي التي تفرض نفسها على المخرج والمنتج، فمثلا مشاري البلام شارك معي في غالبية اعمالي لكني اتحدى ان يكرر هذا الفنان نفس الشخصية فهو قادر على التلوين والغوص بأعماق كل شخصية تسند اليه.

* هل ترين ان المنافسة كانت شديدة فيما بين الدراما الخليجية؟

ـ لقد فرحت بوجود هذا الكم من الاعمال الفنية، والمنتج الجيد هو الذي يفرح لوجود منتجين اخرين بجانبه، لان الفائدة الاخيرة تعود على المحطات والمشاهد العربي، وتسارع رتم المنافسة يشجع الفنان على تقديم كا مالديه من موهبة، ان التنافس لا شك انه يخلق حالة ايجابية في الوسط الفني ويثري الحركة الفنية بأكملها.

* ماذا ستقدمين في العام المقبل؟

ـ الحديث سابق لاوانه، لانني في مرحلة التفكير الاولى، لقد اعتدت قبل الشروع في الكتابة ان ابني شخصياتي في مخيلتي وتبدأ تلك الشخصيات بالتحرك في كل الاتجاهات الى ان تستقر في مرحلتها الاخيرة، ثم انطلق نحو الكتابة لهذا لا يمكنني الحديث عن حكاية ما زالت تبنى وفي مرحلة المهد.

* ألا تعتقدين ان انفصال اولاد المنصور عن فجر خسارة للساحة؟

ـ الخسارة الحقيقية هي عدم الانتاج، لكني ما ازال مستمرة في تقديم الاعمال التلفزيونية للمشاهدين، وكذلك الحال مع اولاد المنصور، ولم اكن موقعة عقدا ان اعمل فقط مع اولاد المنصور على الرغم من انني اكن للجميع الاحترام والتقدير، لكني في كل تجربة افضل تغيير النجوم الكبار واستقطاب وجوه جديدة تأخذ فرصتها في الساحة الفنية.