المونولوج الداخلي

أنس زاهد

TT

الروايات والأعمال الادبية التي تحتوي على المونولوج الداخلي هي اصعب ما يمكن ان يواجه كاتب السيناريو السينمائي او التلفزيوني.

المونولوج الداخلي من الصعب ان يتحول الى مشهد سينمائي، والمشهد السينمائي من الصعب ان يحتوي على مونولوج داخلي طويل يحاور البطل او اي شخص آخر فيه نفسه ويناقش الخواطر والافكار التي تدور في رأسه.

المشهد السينمائي يجب ان يحافظ على ايقاعه، والمونولوج الداخلي يمكن ان يقتل هذا الايقاع او يصيبه بالبطء الشديد، وهو ما سيوقع المشاهد في حالة ملل.

بعض المخرجين حاولوا ان يعالجوا هذه الورطة بعدم تثبيت الكاميرا، فالمونولوج الذي يرد على لسان البطل يأتي دوما والكاميرا في حالة حركة مستمرة، وكذلك تكون الحال بالنسبة للشخصية التي تؤدي المونولوج.

لكن هذا الحل لا يمكن استخدامه اذا ما كان المونولوج طويلا، ولذلك فقد فشلت كل محاولات كتاب السيناريو في تحويل روايات دوستويفسكي الى اعمال سينمائية وظهرت كل الافلام المقتبسة عن روايات هذا الكاتب وهي تحمل اقل ما يمكن من روح النص المكتوب.

المونولوج تحدٍ فوق العادة وحجر عثرة امام اية محاولة لمعالجة النص الادبي سينمائيا.