وعاظ أم نجوم؟ (2 ـ 3)

أنس زاهد

TT

لست ضد ظاهرة الوعاظ التلفزيونيين الشبان، لكنني لا اجد تفسيرا لولادة هذه الظاهرة العجيبة.

الوعاظ الشبان ليسوا شبانا الا على صعيد العمر والملابس، اما ما عدا ذلك فانهم تقليديون ولم يقدموا شيئا جديدا يمكن ان يبرر نجوميتهم التي اصبحت تضاهي نجومية ممثلي السينما ومغني الاغنية الشبابية.

لو كان لهؤلاء رؤية تجديدية تختلف عن رؤية من سبقهم لفهمت الامر ولقلت ان الشباب تحلقوا حول هؤلاء الوعاظ لانهم استطاعوا ان يقدموا قراءات معاصرة يمكن ان تجيب على التساؤلات التي يحملها العصر الذي نعيشه. لكن ان يقتصر الامر على الملابس الحديثة او غير المألوفة وعلى قوة الحضور واسلوب الاداء مع اجترار الافكار والرؤى التي كانت مطروحة قبل ألف عام، فهو ما يجعلني عاجزا عن تفسير هذه الظاهرة الفضائية.

الغريب ان جمهور هؤلاء الوعاظ يتكون في الغالب من الشباب، والاغرب هو ان هؤلاء الوعاظ لا يجيبون على التساؤلات التي تطرحها المرحلة، ولكنهم يعتمدون فقط على اثارة الجانب العاطفي وتهييجه لدى جمهورهم، فهل بلغ القلق بالجيل الى هذه المرحلة؟! اعتقد اننا نعيش مرحلة تستوجب ايقاظ العقول لا تهييج العواطف.