فضائيات لبنان والحرب المحتملة على العراق

«المستقبل» و«إل.بي.سي» و«المنار» أكثر المحطات اهتماما.. والأخيرة تعلن موقفها المعادي لأميركا والمناصر للعراق

TT

تطغى سمة الغموض على تعامل المحطات الفضائية اللبنانية مع مسألة الحرب المحتملة على العراق. والاسباب كثيرة. ويأتي في مقدمتها انعدام الامكانات لمعظم هذه المحطات التي ستكتفي على ما يبدو بنقل ما تبثه المحطات التلفزيونية العالمية.

الا ان كلاً من تلفزيون «المستقبل» والمحطة اللبنانية للارسال انترناشيونال (LBCI) وتلفزيون «المنار» خصصا لهذا الحدث حيزاً معقولاً من الاهتمام.

ويقول المدير التنفيذي في تلفزيون «المستقبل» علي جابر «ان الخطة الاساسية تقضي بالتواجد في بغداد وشمال العراق والحدود الجنوبية وتوجد اليوم احدى مراسلاتنا في بغداد، على ان تستكمل الاجراءات اللازمة للخطوات المقبلة. كذلك تقضي الخطة بالتحالف مع محطة MBC لاستخدام المعدات واجراء التحقيقات والابحاث اللازمة وتوحيد الجهود».

ويؤكد جابر «ان المحطة لا ترسل احداً الا بعد توفير الضمانات له، ان لجهة التأمين على حياته او لجهة تجهيزه المهني بعد اعداده الاعداد التقني المطلوب لمثل هذه المهمة». مشيراً الى ان «تلفزيون المستقبل» اثبت وجوده على الخارطة الاعلامية في العالم العربي ولديه قدرات بشرية تفوق قدرات غيره من المحطات، وموضحاً «ان المحطة استفادت من تجربة التغطية الاعلامية لحرب افغانستان حيث برهن مراسلو «المستقبل» عن كفاءة عالية لمتابعة اهم حدث في حينه وعبر كافة الوسائل المتاحة، فاثبتوا لأنفسهم ولادارتهم ولغيرهم من المراسلين قدراتهم، التي لم تسمح الاحداث قبل ذلك ببلورتها مما اعطاهم دفعة معنوية ايجابية كبيرة».

ولاحظ جابر «ان التكاليف المادية باهظة وترتبط بعامل الوقت ومدى استمرار المعارك اذا وقعت الحرب على العراق، كما ان الوصول الى المعلومات واجراء التحقيقات الميدانية يكلف الكثير من المال كما ان الرقابة مفرطة، لا سيما في بغداد حيث يصبح عمل الصحافي اكثر صعوبة.

لكن بلورة موضوع التغطية الاعلامية ما زالت تحتاج الى الدراسة في الاسبوعين المقبلين، على ان يحصل تغيير جذري في كل البرامج ليغلب المنحى الاخباري لمتابعة الاحداث عبر المراسلين اذا صحت التوقعات وانفجر فتيل المعارك.

اما المدير العام ورئيس مجلس ادارة المحطة اللبنانية للارسال انترناشيونال (LBCI) بيار الضاهر فقال «ان مكتب المحطة في بغداد يعمل بشكل مكثف لنقل الاجواء منذ الآن. والى جانب ميشال غندور، يعمل حالياً علي جندب». ولا يعتقد الضاهر ان الحاجة تتطلب اكثر من هذه الجهود في المرحلة الراهنة ومراسلا المحطة سيتابعان الحرب اذا وقعت، بالوسائل التي ستفرضها معايشة الحدث. واضاف «ان غندور قادر على التصرف في الاوقات الحرجة. اما علي جندب فيحتاج الى تدريب معين»، مستدركاً «ان المعوقات التي ستعترض المراسلين لا يستهان بها، واذا الم بهما ما يشكل خطراً عليهما قد لا يستطيع مساعدتهما سوى الاميركيين (مازحاً) لأنهم وحدهم يملكون الامكانات لذلك». مضيفاً: «ان الحرب لها ظروفها وكل الخطط الموضوعية لا تفيد الا اننا جهزنا انفسنا لعدة احتمالات ووضعنا حلولاً لكل احتمال. ويبقى القرار للمراسل على الارض، لاننا لا نستطيع ان نكتفي بالتنظير، بينما هو في وضعية قتالية».

واوضح الضاهر «ان المحطة عمدت الى تأمين فوق العادة على حياة المراسلين، من ضمنه تأمين ضد الحروب وتأمين تقني كامل».

وقال رئيس مجلس ادارة تلفزيون «المنار» المهندس نايف كريم «ان المحطة كلفت مراسلاً في بغداد، هو وليد الزبيدي، ووفرت له كل الترتيبات اللازمة لاجراء التغطية المباشرة او التحقيقات عن الوضع الميداني، ومعه فريق عمل لوجيستي. كذلك تعاقدت «المنار» مع فريق آخر في طريقه الى شمال العراق وفريق ثالث لتغطية الاحداث على الحدود الايرانية ومع المعارضة العراقية». واضاف كريم: «اننا نسعى الى ترتيب وضع فريق ميداني في الكويت، ولدينا مراسلنا حسان الطاهراني في تركيا». وقال كريم: «التكاليف المالية على المحطة ارتفعت لتواكب الحدث، ونوعية البرامج المرافقة للحرب اذا وقعت، سوف تتعلق بوتيرة المعركة. الاولوية للمادة الاخبارية التي ستترافق مع مقابلات وتحليلات ولقاءات بشخصيات على علاقة بالقضية العراقية ونقل ما يحصل من مؤتمرات».

واوضح كريم «ان سياسة «المنار» ستكون موجهة ضد العدوان الاميركي ومع العراق شعباً ووطناً، لكنها ليست في وارد الدفاع عن النظام العراقي او دعم المعارضة الحالية. وتغطية المراسلين ستكون مهنية حيادية، الا اذا اصاب الاميركيون اهدافاً مدنية، حينها لن نكون حياديين. والتوجيه في العمل ستتولاه المحطة في بيروت، وليس المراسلين حيثما وجدوا».

واشار كريم الى ان «الخط السياسي لـ«المنار» معروف، ولن يتغير، كما ان التأمينات المفترض توفيرها للمراسلين انجزت بكاملها مع الترتيبات اللازمة اذا اصبحت الاوضاع محرجة خلال التغطية الاعلامية».