تلفزيون أبوظبي: حياة مراسلينا في العراق أهم من الحصول على أخبار المعارك

TT

لمع نجم قناة أبوظبي الفضائية خلال السنوات القليلة الماضية في مجال النشرات الإخبارية والتغطية الحية للأحداث الساخنة في العالم، حتى أصبحت تنافس في شهرتها في العالم العربي قناة الجزيرة القطرية.

ومع تصاعد طبول الحرب وتزايد احتمالات قيام الولايات المتحدة بشن حرب شاملة ضد العراق، ترتفع مستويات ضغط الدم لدى مسؤولي القناة على المستويات كافة، الذين يدخلون في اجتماعات خاصة ليخرجوا منها إلى اجتماعات أخرى خاصة ايضا قد تستمر أحياناً إلى ساعة متأخرة من الليل، وذلك في سباق لا يهدأ مع الزمن لرسم الخطط والبرامج الخاصة بتغطية الحرب في العراق في حال وقوعها.

من هؤلاء المسؤولين الذين لا تهدأ لهم حركة ولا يغمض لهم جفن إلا لماماً، الأردني نارت بوران، مدير مركز الأخبار في القناة، الذي يؤكد أن قناة أبوظبي وضعت خططاً واسعة النطاق لتوفير التغطية الشاملة للحرب في العراق، وان طلائع مراسلي القناة بدأوا بالانتشار في مواقعهم المحددة.

الحديث مع بوران كان يشبه الحديث مع ضباط المخابرات والجيش، إذ يبدو أن خطط قناة أبوظبي في العراق، تعتبر بمثابة سر عسكري لا يجوز إفشاؤه. ومع هذا، فقد كشف مدير مركز الأخبار، ان القناة ستنشر مراسليها في المناطق والنقاط الحساسة كافة في منطقة الصراع داخل العراق، وفي الدول المحيطة التي قد تتأثر بمجريات الحرب.

ومع ان لقناة أبوظبي مكتبا دائما في بغداد يرصد الاحداث في العراق يوميا، فقد ذكر بوران ان الفضائية سترسل افضل مراسليها إلى العراق بسبب الظروف السائدة هناك. وقال: «لقد وضعنا التحضيرات لتغطية شاملة وكاملة لمجريات الأحداث المحتملة في العراق وسنقدم وجبة مميزة للمشاهدين».

وحول تأمين سلامة المراسلين خلال العمليات الحربية ومدى خضوعهم لتدريبات خاصة للتعامل مع المعطيات الميدانية، أشار بوران إلى ان ما ينطبق على سلامة مراسلي قناة أبوظبي ينطبق على المراسلين الأجانب الآخرين في ارض المعركة، وقال: «أرواح مراسلينا مهمة لنا والأوضاع الميدانية في حالة الحرب تفرض نفسها على الجميع، لكن مراسلينا يعلمون ان حياتهم أهم لنا من تعريض أنفسهم للموت في سبيل الحصول على خبر».

وذكر ان التدريبات التي تنظم للمراسلين للتعامل مع ظروف الحرب في ميادين القتال أثناء تغطيتهم للأحداث، تعتبر مفيدة، إلا ان تصرف المراسل في الوقت المناسب وتقديره الصحيح للظروف هو المحك الرئيسي للحفاظ على سلامته وحياته. وقال: «رأيت مراسلين يقتلون في سيراليون أثناء الحرب الأهلية هناك، منهم من خاض دورات تدريبية خاصة للتغطية الإخبارية في ساحات القتال.. الظروف تفرض نفسها أحياناً، والتصرف الصحيح للمراسل هو المهم في هذه الحالات».

وحول مشكلات البث المباشر للرسائل الإخبارية من العراق في حالة الحرب، قال بوران: «إن القناة تعتمد على نفسها بالكامل في توفير معدات وأجهزة النقل المباشر من الميادين التي يتمركز المراسلون فيها».

واضافة للبرامج الإخبارية الحالية التي تبثها القناة مثل البرنامج اليومي «مدار الأخبار»، ذكر بوران ان القناة تعد أيضاً لبرامج حوارية خاصة تستضيف مسؤولين ومحللين من أنحاء العالم كافة، لتحليل الأحداث أولا بأول.

=