شبق بصري

أنس زاهد

TT

كل من تشاهده على شاشات التلفزيون يثير لديك غريزة الامتلاك، الاعلانات التجارية ليست وحدها التي تحرك رغبة التملك في نفسك، الابهار اصبح يغلف كل شيء، وعندما تحس بالانبهار فانك تفقد احساسك بنفسك لصالح الشيء الخارجي الذي اوصلك الى حافة الانبهار. انك تريد ان تصبح وسيما وأنيقا وثريا مثل نجوم المسلسلات التلفزيونية ومثل بعض المذيعين ـ ذائعي الصيت، وتود لو تعيش في ذات الاجواء المخملية التي تحاصرنا حتى من خلال أغنيات الفيديو كليب والبرامج الترفيهية.

كل ما يقدم على الشاشة يجب ان يكون براقا وناعما وغير حقيقي، والمشاهد المحاصر بكل مظاهر الفخامة والأبهة يتابع كل ذلك بحسرة وخوف وقلق.

وعندما يتم تهييج غريزة التملك عند الانسان الى هذا الحد، يقع المرء في ما يسمى بحالة الخواء الروحي، وتبدأ في الظهور لديه اعراض القلق والاضطراب النفسي والرغبات والنوازع العدوانية المدمرة.

التلفزيون بدون شك هو المسؤول عن خلق هذا المناخ النفسي والعقلي الذي يضع الفرد تحت ضغط الحاجة الى تحصيل اكبر قدر ممكن من الرفاهية، ولغة الصورة هي الاقدر من بين جميع اللغات على تأدية هذه المهمة.

اننا نعيش عصر الشبق البصري.