تقلا شمعون: الكاتب يعيش في برج عال بعيدا عن هموم المجتمع

الممثلة اللبنانية تتهم المخرجين باختيار عارضات الأزياء لتقديم دور المرأة كفتاة حرة وقوية

TT

اعتبرت الممثلة اللبنانية تقلا شمعون ان المخرج يبحث عن «مخلوقات غير شكل؟!» هذه الايام، بغية تأمين الانتاج اللازم لعمله، في حين تنطلق نصوصه المختارة من برج عال , حيث يسكن الكاتب بعيداً عن هموم ومشاكل المجتمع، ولا يكلف نفسه عناء الخروج الى الشارع لالتماس الواقع المعاش وعكسه عبر الوسائل الجماهيرية.

واشارت تقلا الى ان موضة الفتاة اللبنانية الحرة والقوية والتي يتم ابرازها في مسلسلاتنا، ما يدفع المخرجين والمنتجين طوعاً الى اختيار عارضات الازياء لاداء تلك الادوار، مع ضربهم عرض الحائط تسليط الضوء على مشاكل جمّة تبدأ من البطالة التي يعانيها الشباب، لتنتهي بمعضلة العنوسة، وما تعانيه المتزوجة نفسها من التوفيق بين عملها الحتمي واحتياجات اسرتها الداهمة.

لذلك تؤكد الممثلة شمعون ان المسلسل اللبناني يعاني من افتقاده للهوية، سارحاً في موضة موحدة تبرز بوضوح من خلال ما يعرضه التلفزيون من برامج.

وتقلا لا تمانع الظهور في بعض هذه البرامج (المسابقات)، لأنها وببساطة لا تريد للجمهور ان ينسى صورتها واسمها. ما يدفعها بالتالي الى قبول الاشتراك في ادوار صغيرة وعادية، وتقول انها «لم تقبل يوماً هذه الادوار مرغمة وان كان الممثل اللبناني يعاني من عدم قدرته على الاختيار او حتى الرفض، الا اذا توفر له مورد رزق اضافي». واحياناً كثيرة تشتاق تقلا شمعون الى التمثيل ما يدفعها الى قبول الدور عن حب ورضا.

وتشير الى ان امكانية رفض الممثل لدور معين يعرض عليه، قد يلحق به الاذى جرّاء ما يضعه المخرج او الكاتب عليه من «فيتو» لمواجهة ما ألحق به من مهانة.

وتتفاقم ازمة الفنان اللبناني من وجهة نظر تقلا لما تطرحه معاهد التمثيل بأعداد مضاعفة من قدرات تمثيلية وتقنية ينعدم فيها سوق العمل امام كم كبير من المتطفلين على المهنة.

وتشعر شمعون ان العمل التلفزيوني يفتقد الى ما يقوي حس الممثل الفني من قلق، تعتبره مرحلة اولى لابداع الفنان. وذلك الشعور يقوى لديها عند تنفيذها احد الاعمال المسرحية، حيث تتخلص تدريجياً كما تقول «من ترسبات الصدأ التي سببتها الشاشة الصغيرة في داخلي، ويعود الى اللون الابيض والليونة الجسدية والفكرية والابداعية».

وقد ابتعدت شمعون عن المسرحيات الشعبية واعمال الشانسونييه، لتغلب خياراتها باتجاه المسرح التجريبي التثقيفي ضمن نطاق ما سمي بالمسرح الجدي. وهو الجانب الذي اعدت فيه عملها السابق عن نص لـ «جان بول سارتر» بعنوان «اللا صفر» من اخراج سهام ناصر، وشاركها فيه الممثلان جوزف بو نصار وكارول عبود على خشبة «مسرح المدينة» في بيروت منتصف شهر فبراير (شباط) الماضي.

وعلى الرغم من محدودية خياراتها الفنية، وبالتالي العروض المتاحة امامها، فقد شاركت تقلا شمعون في عدد من الاعمال الجيدة. فبرزت الى جانب الفنان نور الشريف في فيلم «ناجي العلي»، وادت دوراً في فيلم «الجزيرة المحرمة» للمخرج سمير الغصيني. اما التلفزيون فأظهرها في اعمال عدة، منها وهو الاقرب الى قلبها: مسلسل «من برصومي»، كما ادت دوراً تعتز به في مسلسل «طالبين القرب»، اضافة الى اشتراكها في مسلسل «شباب وبنات» والحلقة الاولى من مسلسل «صدفة» الذي عرضته اخيرا شاشة الـ «New TV» اللبنانية، في حين توقف تصوير احد المسلسلات الجديدة التي شاركت فيها، عندما اقفلت محطة الـ «MTV»، ما زاد في الطين بلة. كما اشارت شمعون وذكرت كذلك ان تقلص العروض التمثيلية تسبب نظام المحسوبيات المعتمد وانعدام الاعتراف بالتخصصية المهنية في مجال الفن بشكل اجمالي.

وقد دفعتها الفوضى القائمة الى ارادة تنظيم العمل الفني الى جانب زملاء آخرين، وذلك من خلال وكالة افتتحوها اخيراً من شأنها، وفقاً لقولها، تسويق الفنان النقابي ومساعدته في اختيار اعماله الملائمة. واكدت شمعون ان الوكالة لن تقوم بدور النقابة التي تضطلع بالحفاظ على حقوق الفنان وتأمين الضمان الصحي والاجتماعي له. وتمنت اخيراً مرغمة «مستقبلاً جيداً للمهنة»...