هدى ياسين: MBC سفيرة النوايا الحسنة إلى الفضائيات

TT

هي صاحبة مزيج من الكاريزما الإذاعية والتلفزيونية معا، ومذيعة العزف على الأوتار الحساسة للمتلقين، هي الأكثر قرباً من مشاعرنا والأعمق دفئاً في الوقع على نفوسنا، لذلك ليس من الإنصاف تعريف هدى ياسين بأنها مذيعة تقف أمام المايكروفون الإذاعي أو عدسة كاميرا لبرنامج تلفزيوني فحسب، بل تقف أمام البوابة الرئيسية لقلوب المتلقين، وتقرأ في لحظات على الجميع بياناً جميلاً كأنه مكتوب بلغة الزهور، وبعد أن تنتهي تحمل أدواتها الجميلة وتذهب ولا نشعر أنها ذهبت إلا حين نستفيق، فإذاعياً هي صاحبة الصوت اللبناني الذي حين ينطلق من أثير الـ MBC- FM، فإنه يحمل لبنان بأسره إلى بيوتنا ويجلسه في صدارة مجالسنا فيقاسمنا الحب والأرز، لذلك نحب صوتها أكثر لأنه يتعامل مباشرة مع تلك الثوابت الوجدانية الخاصة في قلوبنا بكل ما تحمله من جماليات والتي طمرها في أعماقنا ايقاع هذا العصر الصاخب، فأصبحت بحاجة إلى مبادرة جميلة لترى النور من جدي.

* هدى ماذا بقي في مشوار الـ 1000 ميل الإعلامي الخاص بك؟

ـ لا شك أن البداية الصحيحة والمدروسة في أي مجال مهمة، ثم يأتي بعدها الاختيار الجيد. وشخصيا ما زلت أسير في الطريق بهدوء، وما استطيع قوله إن حماسي بالأمس ما زال كما هو يرافقني نحو تحقيق الذات والطموح. وعموما كل نجاح في هذه الحياة لا يأتي بسهولة أو بالصدفة كما يعتقد البعض، بل تراه خلاصة عدة عوامل أهمها حسن اقتناص الفرص المناسبة والاستفادة منها إلى أقصى درجة ممكنة.

* تحدثت عن الفرصة السانحة كونها أهم عوامل النجاح، فأين هي منك كمذيعة؟

ـ في البداية لا أريد أن أتجاهل أبداً بأي شكل من الأشكال أن عملي كمذيعة في الـ MBC هو بذاته فرصة مهمة جداً من شأنها أن تختصر لي نصف المشوار نحو المتلقين، فالـ MBC بمثابة سفيرة للنوايا الحسنة عبر برامجها، وبعد ذلك يبقى الإطار الذي أظهر فيه عبر البرنامج والذي يجب أن تكون صيغته خارجة عن المألوف والاقتباس الذي أصبح سمة برامج الفضائيات من دون استثناء، سواء الغنائية أو السياسية وصولا إلى برامج المسابقات.

* وإلى أي مدى يمكن تفادي الاقتباس أو التقليد من وجهة نظرك؟

ـ لا أملك حلاً سحرياً لهذا الوضع، ولا أضع اللوم بشكل مباشر، على أحد، فكثرة الفضائيات حالياً، ومدة البث الطويلة فيها، تضطرها لبث الحابل والنابل، ولا تنتظر الجيد والمختلف فقط حتى يظهر وتضعه بدل الغث، لذلك لا يوجد جديد في البرامج الموجودة في الساحة إلى حد كبير إلا في أسمائها، أما في مضمونها فمقتبسة من بعضها.

* هل اختلف مفهوم النجومية بين الأمس واليوم في نظرك؟

ـ نعم، فالنجومية في الوقت الحاضر تحديدا خرجت عن مفهومها الحقيقي والقائم على الابداع بشكل اساسي، فيكفيك ان تعرف حاليا ان كل شاذ اصبح نجم وكل مخالف للقواعد والأسس نجم وكل مزعج نجم.

* الى أي مدى نجحت المرأة اعلاميا بخطف الاضواء من الاعلاميين الرجال؟

ـ على مستوى البرامج الترفيهية تظل المرأة هي الانسب في تقديمها، اما البرامج الجادة والسياسية، فالرجل هو القادر على تحقيق نجاح اكبر فيها، ودون اغفال ضرورة الثقافة للمذيع والمذيعة في كافة البرامج الترفيهية والجادة.

* كونك مقدمة برامج تتحدث عن جودة الاغاني، اسألك ما حجم الاغاني الجيدة حاليا؟

ـ دعنا نأخذ الموضوع من زاوية اكبر وبصورة تحليلية، بالنظر لكثافة الانتاج الغنائي في الوقت الراهن وعدد المطربين في الساحة الغنائية وتعاطي الفضائيات بهذه الشراهة معها ان صح التعبير، لا يجب ان نصف هذا السلوك مهما كان بأن القنوات الفضائية والاذاعات قد اندلعت اساسا لخدمة المطربين بشكل اخص، كلا في اعتقادي بقدر ما ان الساحة الغنائية مدججة بالمطربين، ولكن تظل هناك ضوابط متجسدة في البرامج التصويتية للاغاني، كالذي اقوم بتقديمه انا حاليا مثل برنامج نادي روتانا وبرنامج ميوزكانا والـ top 20.

* ولكن في ظل الزحف الغنائي، الراهن قد يصل الـ top 20 الى top 100.

ـ انا اتمنى لو يصل عدد الاغاني الجميلة الى ألف اغنية وليس مائة كما ذكرت، ولكن الصعوبة في ايجاد الاغاني الجيدة ليتم طرحها في البرنامج، فالمشكلة ليست في الكمية، بل في النوعية.

* قدمت برامج في تلفزيون الـ mbc، وفي المقابل برامج في الاذاعة، فأيهما الاكثر متعة؟

ـ المتعة في العمل الاعلامي حقا تكمن في مدى اقتناعك التام بالبرنامج الذي تقدمه وليس في الوسيلة التي يظهر بها، وعن نفسي حين خضت لتجربة العمل التلفزيوني على شاشة الـ mbc عبر برنامج السينما، استطيع القول انني تعاملت مع اطار جديد له كرزما خاصة، وما جعلني اقبل عليه ليس المغامرة، بل شعوري بأن البرنامج مناسب لي، لذلك اهم سمات يمكن إطلاقها على هذا البرنامج انه تم تقديمه بمنتهى العفوية.

* بعد انتقال mbc الى دبي، هل سيكون في شاشتها مكان لبرامج هدى ياسين مرة اخرى؟

ـ حاليا اترك هذا الامر للظروف الجميلة، لا سيما ان سياسة الـ mbc تجاه البرامج في هذه المرحلة الانتقالية التي خاضتها في الوقت الراهن تتسم في مجملها بالنضج التام والاستراتيجية المحضة، ولا شك انه سيصحب هذه النقلة النوعية الكثير من المفاجآت الجميلة للمتلقين، وان شاء الله ستكون لي مشاركات بحجم هذه المرحلة الجديدة.