إعلام أم دعاية

أنس زاهد

TT

الفضائيات العربية اختارت أن تركب الموجة وتسير في اتجاه الريح وتجاري الرأي العام في هواه على حساب الحقيقة.

لقد تحولت فضائياتنا من وسائل اعلام إلى وسائل دعاية. ليس هناك أي توازن في عملية التغطية التلفزيونية العربية لاحداث الحرب في العراق، وهناك عملية تضليل واسعة النطاق تمارسها الفضائيات العربية على مشاهديها بغرض تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الذاتية.

الوجوه السياسية والفكرية والدينية التي تستضيفها الفضائيات العربية، وجدت في الحرب على العراق فرصة ذهبية لتنمية شعبيتها عن طريق التلاعب بمشاعر المشاهد العربي الذي لم يعد يطيق مشاهدة المزيد من الضحايا المدنيين وهم يتساقطون ويدفعون فاتورة الحرب المدمرة التي تجري على أراضيهم.

بالمقابل فإن الاعلام الأميركي لم يكن أفضل حالا من الاعلام العربي، ومن يتابع محطة «سي ان ان» مثلا لا بد ان يلاحظ ان المحطة لا تهتم بعرض مشاهد المدنيين العراقيين وهم يتساقطون بفعل الهجمات الصاروخية والغارات الجوية التي تشنها المقاتلات الأميركية والبريطانية على المدن العراقية.

في زمن الحروب تسقط المصداقية ويتحول الاعلام الى وسائل دعاية، ذلك أن وسائل الاعلام المستقلة وغير المسيسة ليس لها وجود حتى الآن.