أثبتت الفضائيات العربية أن المثقفين العرب هم السبب في كل البلاء الذي نعيشه.
المثقفون العرب لم يتوقفوا لحظة واحدة عن شتم الأمريكيين والبريطانيين، ولم يكفوا عن محاولة كشف نياتهم الاستعمارية ومخططاتهم للسيطرة على المنطقة. لكن هؤلاء المثقفين لم يسألوا أنفسهم مرة واحدة، عن مدى المسؤولية التي نتحملها نحن في ما يحدث؟
ان القدرة على الاستعمار لا تغذيها عوامل القوة التي يمتلكها المستعمرون، بقدر ما تغذيها درجة الاستجابة الموجودة أصلا عند الشعوب المستضعفة. المرض منا وفينا وليس مستوردا، والعلاج لا يأتي عن طريق تأييد الطغاة والجلادين، ولكنه يأتي عندما تتعلم الشعوب كيف تحكم نفسها.
انني لا أفهم منطق المثقفين الذين نذروا أنفسهم للهجوم على الغزو الأمريكي، عندما يؤكدون بأنهم لا يتعاطفون مع نظام صدام حسين. اذا كان هؤلاء صادقين في مزاعمهم، فلماذا لم تصدر عنهم أية ردة فعل تجاه المظاهرات التي تجوب شوارع العالم العربي مرددة «بالروح بالدم نفديك يا صدام»؟ ان الكارثة التي تفوق في هولها وبشاعتها ما تتعرض له العراق من تدمير، هي كل هذا التعاطف الذي يصل الى درجة الاستعداد الى بذل الأرواح في سبيل صدام حسين. الأمم الضعيفة هي التي تفرز الطغيان، والمثقفون هم الذين يتسببون في بقاء هذا الطغيان أطول فترة ممكنة.