مقتل طارق أيوب مراسل «الجزيرة» ومصوري «رويترز» البريطانية والتلفزيون الإسباني وجرح مراسل «أبو ظبي»

واشنطن تقول إنها استهدفت قناصا عراقيا في الفندق * شاكر حامد مراسل «أبو ظبي» يوجه نداء على الهواء لإنقاذ 25 شخصا محاصرا في مكتب المحطة

TT

وجد الصحافيون العرب والاجانب الذين يغطون الحرب الدائرة في العراق اولئك الذين ظلوا يتابعونها من العاصمة بغداد انفسهم هدفا مقصودا او غير مقصود من الحملة العسكرية الدائرة هناك. وبعد ان كان تيري لويد مراسل القناة التلفزيونية البريطانية الثالثة اول الصحافيين الذين سقطوا ضحية هذه الحرب عند اندلاعها، فان مصرع مراسل قناة «الجزيرة» في بغداد طارق ايوب امس واصابة مصور القناة زهير العراقي بجروح يؤكد ان الحرب عندما تندلع لا تفرق بين الهدف والضحية، فكما قالت قناة «الجزيرة» في موقعها عبر الانترنت امس «ان المراسل طارق ايوب في بغداد لم يكن يعلم انه على موعد مع قدره المحتوم هناك». ووجهت القناة اتهامها الى قوات الحلفاء عندما اكدت «ان الاجل المحتوم وافاه اثناء قيامه بمهام عمله، في قصف بدا متعمدا لمكتب الجزيرة من طائرات قوات الغزو الذي يجتاح العراق كله، فسقط طارق شهيد الواجب في ميدان العمل».

وكانت قناة «الجزيرة» الفضائية قد اعلنت وفاة طارق ايوب، متأثرا بجروح اصيب بها في سقوط صاروخ على مكتبها في العاصمة العراقية.

وكانت الجزيرة بثت لقطات لنقل المراسل في بطانية الى سيارة تابعة لقناة ابوظبي الفضائية.

وتقع مكاتب الجزيرة في مبنى سكني بين فندق المنصور ووزارة التخطيط في حي الوزارات في وسط العاصمة العراقية. وكانت معارك عنيفة تدور صباحا في هذا الحي.

وقالت «الجزيرة» ان طارق ايوب اصيب بجروح بالغة في حين اصيب مراسل آخر زهير العراقي بشظايا في العنق.

وكان ايوب، 35 عاما، وهو اردني من اصل فلسطيني غطى خلال عمله الذي استمر ثلاث سنوات في «الجزيرة» الاخبار الاقتصادية في الاردن. وقد قام بتغطية بداية الحرب من الرويشد على الحدود العراقية الاردنية قبل ان يتوجه الى بغداد منذ اقل من اسبوع. وهو متزوج واب لطفلة تبلغ من العمر عاما واحدا. واتهمت «الجزيرة» القوات الاميركية باستهداف مكاتبها عمدا مذكرة بان مكاتبها تعرضت للقصف الاميركي في كابل في العام 2001. ولحقت بالمكاتب اضرار مادية جسيمة وتناثر زجاج المبنى.

وكانت «الجزيرة» قد اتهمت اول من امس القوات الاميركية باطلاق النار خارج بغداد على احدى سياراتها رغم انها تحمل شارة القناة.

من جانبها اعلنت قناة ابو ظبي الفضائية امس الثلاثاء ان مكتبها في العاصمة العراقية استهدف ايضا، وذلك في خضم تبادل عنيف لاطلاق النار حول جسر الجمهورية. ووقع الحادث عندما كانت القناة تبث مباشرة لقطات لخروج دبابتي ابرامز اميركيتين من المجمع الرئاسي الرئيسي في بغداد للتمركز على جسر الجمهورية الذي يعلو نهر دجلة قرب المجمع الرئاسي، واكدت قناة ابو ظبي ان جميع مراسليها في بغداد «سالمون». الا ان مراسل قناة ابو ظبي الاماراتية اطلق ظهر امس نداء استغاثة الى المنظمات الانسانية والاعلامية من اجل انقاذ فريق من الصحافيين المحاصرين في مكتب القناة ببغداد.

وقال المراسل شاكر حامد الذي كان يتحدث مباشرة عبر التلفزيون ان 25 شخصا هم فريق قناة ابو ظبي وبعض العاملين مع قناة الجزيرة محاصرون بسبب المعارك في مكتب القناة ببغداد.

من جانبه قال مراسل بريطاني مقيم في فندق فلسطين حيث اصيب اربعة من العاملين بوكالة رويترز في انفجار وقع امس الثلاثاء انه شاهد دبابة اميركية تصوب مدفعها صوب المبنى قبل الانفجار. واعترف قائد عسكري اميركي امس ان دبابة اميركية اطلقت النار مرة واحدة على فندق فلسطين في وسط بغداد، ادى الى مقتل مصور لوكالة رويترز الاوكراني تاراس بروتسايوك، 35 عاما، واصابة خمسة اشخاص، بينهم اربعة صحافيين بجروح. وقال الجنرال بوفورد بلاونت قائد فرقة المشاة الثالثة «ان الدبابة كانت هدفا لاطلاق قذائف آر بي جي واسلحة من عيار خفيف مصدرها الفندق. وردت مرة واحدة. وتوقف اطلاق النار عندئذ». كما توفي مصور اسباني تابع لشبكة تيليثينكو الخاصة الاسبانية متأثرا بجروح اصيب بها حين قصفت دبابة اميركية الفندق، وفق ما اعلنت الشبكة التلفزيونية في مقرها في مدريد، وقالت وزارة الدفاع الاسبانية بانها ستطلب توضيحات عن الاسباب التي ادت الى مقتل المصور الاسباني .

ولكن ديفيد تشاتر مراسل تلفزيون سكاي البريطانية الذي كان موجودا في الموقع اكد انه لم يسمع اي طلقات اتية من داخل الفندق او من حوله والذي يعتبر مقرا لعدد كبير من الصحافيين الاجانب في العاصمة العراقية.

وقال انه كان في شرفة من شرف الفندق قبل وقوع الانفجار مباشرة ولاحظ وجود دبابة تصوب مدفعها صوب الفندق مباشرة ثم دخل من الشرفة قبل وقوع الانفجار. وقال تشاتر في تقرير اذيع في تلفزيون سكاي البريطاني على الهواء «لاحظت احدى الدبابات وقد صوبت مدفعها في اتجاه الفندق. دخلنا من الشرفة..وحدث صوت ارتطام كبير وانفجار هائل هز الفندق» واضاف انه لم يشهد بنفسه النيران تنطلق من الدبابة.

وأصيب أربعة من العاملين بوكالة رويترز في الانفجار الذي هز فندق فلسطين الذي يستخدمه الاعلاميون بالعاصمة العراقية.

وقال مراسلو وكالة رويترز بالفندق ان المصابين هم صحافية ومصور صحافي ومصور تلفزيوني وفني تلفزيوني، وانهم نقلوا الى المستشفى بعد الانفجار.

وقال مسؤول من وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) انه لا يمكنه القول ما اذا كانت قوات اميركية مسؤولة عن الانفجار، لكنه اعرب عن اعتقاده بان قناصة عراقيين كانوا يعملون بالقرب من فندق فلسطين. وذكر المسؤول ان القوات العراقية التي تعمل من مناطق مدنية مثل الفنادق ستكون أهدافا مشروعة. وصرح مراسل سكاي بانه من المؤكد ان القوات الاميركية تعرف ان فندق فلسطين هو قاعدة للصحافيين والاعلاميين الاجانب. وقال «يجب ان يكونوا قد شاهدونا لاننا رأيناهم...لا مجال للخطأ هنا انهم يعرفون اننا بالداخل». واضاف «لم اسمع طلقة واحدة اتت من المنطقة التي حولنا وبالقطع لم اسمع اي طلقة اتت من الفندق».

وذكر ان القذيفة سقطت في ما يبدو في الدور الرابع عشر حيث يوجد مقر رويترز.

واستطرد قائلا «قذيفة الدبابة اذا ثبت بالفعل انها قذيفة دبابة اميركية صوبت مباشرة الى هذا الفندق والى الصحافيين مباشرة، فهي لم تكن مجرد حادثة انها طلقة جيدة التصويب».

ووصف تشاتر بكل انفعال المشهد من حوله بعد الانفجار والصرخات تتعالى من كل مكان والبعض يطلب نجدة الاطباء. من جانبه اتهم وزير الاعلام اللبناني غازي العريضي القوات الاميركية بانها «تخطط لارتكاب مجازر، وان استهداف فندق فلسطين الذي يستخدمه الاعلاميون في بغداد امس الثلاثاء يظهر انها لا تريد شهودا».

على صعيد آخر توقف التلفزيون العراقي الرسمي عن البث صباح امس في وقت كانت تدور معارك عنيفة في وسط العاصمة العراقية، وسجلت انقطاعات عدة في البث عبر محطات التلفزة العراقية منذ بداية الحرب على العراق.

وتوقفت القناة الفضائية العراقية عن البث منذ مساء الاحد الماضي. وهي لا تبث لا صورة ولا صوتا. وشهدت هذه القناة ايضا اضطرابا في بث برامجها منذ بداية الحرب. كما غابت القناة الثالثة العراقية (تلفزيون الشباب) التي يديرها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي منذ استهداف وزارة الاعلام بهجوم صاروخي اميركي نهاية مارس (اذار) الماضي. وقد توقفت في حينه محطات التلفزة العراقية الثلاث عن البث لبضع ساعات. ثم عاد التلفزيون الفضائي والتلفزيون الرسمي الى العمل. وقالت الشبكة التلفزيونية ان مارسين فيرليج الذي يعمل لديها وزميله من الاذاعة البولندية العامة جاسيك كازماريك «نجحا في الفرار اثناء المعارك في النجف».