بعد انحسار «العاصفة العراقية».. عودة تدريجية للبرامج العادية على التلفزيونات اللبنانية

TT

بدأت «عاصفة الحرب العراقية» بالانحسار تدريجياً عن التلفزيونات اللبنانية، وان بقيت حالة الاستنفار مستمرة بانتظار جلاء الاوضاع لمرحلة ما بعد الغزو الاميركي ـ البريطاني للعراق. وساد ارتباك خفيف حيناً، وظاهر احياناً اخرى في بعض المحطات الارضية والفضائية، لا سيما على صعيد البرامج السياسية والحوارية المستحدثة والطارئة. ووقعت معظم هذه البرامج في مطب التكرار سواء في كيفية استقبال الضيوف من سياسيين ومحللين او لجهة تسارع الاحداث، وتحديداً اثناء المقابلة مع هذا الضيف او ذاك، بحيث تجاوز الوضع الميداني في كثير من الاحيان الاسئلة المطروحة والاجوبة المبنية على معطيات سادت ثم بادت في لحظات.

ويقول المدير التنفيذي في تلفزيون «المستقبل» علي جابر: «ان عودة المحطة الى برامجها العادية سيبدأ قريبا جدا»، مضيفاً ان «المراسلات الثلاث الموفدات الى العراق والكويت هن في طريق العودة الى بيروت»، مشيراً الى «ان نجوى قاسم تعرضت اخيرا الى تهديد بالسلاح في فندق فلسطين في بغداد من الجنود الاميركيين وستعود مع فريق رويترز. اما ديانا مقلد فقد غادرت شمال العراق الى دمشق ونجاة شرف الدين رتبت بدورها ملفاتها وغادرت الكويت».

وقال جابر ان الوضع اصبح حرجاً للموفدين الاعلاميين، لان المخاطر لم تعد محسوبة في ظل التطورات الميدانية الراهنة ولا يمكن حماية احد من السرقة والاعتداء بسبب الفوضى القائمة في المدن العراقية بعد الغزو.

وعن صعوبة التغطية في المرحلة الراهنة اذا استجدت احداث جديدة، قال جابر «انتهى الحدث وتستطيع متابعة ما يجري من مكان آخر، نحن لسنا وكالة انباء، غطينا القضية الاساسية كما يجب، واليوم نتحضر لمرحلة جديدة».

اما المؤسسة اللبنانية للارسال LBC1 فقد بدأت العودة الى برامجها العادية على محطتها الارضية بشكل مدروس. وبالتالي بقي الفريق المهني في حالة استنفار وفق برنامج طوارئ يغطي 24 ساعة حتى آخر الشهر.

وعادت وتيرة البرامج على المحطة الارضية بشكل كامل الى حالتها الاولى، واستعدت لاستقبال عيد الفصح بباقة من المنوعات اللائقة بالمناسبة. اما على صعيد المحطة الفضائية للمؤسسة اللبنانية للارسال «LBC1»، فقد لوحظ ان القرار لم يتخذ بعد بشأن تحويلها الى محطة اخبارية صرفة، تبث كما الآن 24 ساعة يومياً او تسترجع وتيرتها السابقة اي 12 ساعة.

كما لوحظ ان فريق صحيفة «الحياة»، الذي داوم مع LBC1 لفترة، غادر الى مواقعه السابقة في الصحيفة. وقدمت يوم الاثنين الماضي الحلقة الاخيرة من برنامج «كلام الناس» المرتبطة بالحرب العراقية مع مارسيل غانم، ليعود مع برنامجه الى موعده السابق مساء كل خميس، بانتظار القرار الاخير.

اما رئيس مجلس الادارة والمدير العام لتلفزيون NBN الاخباري ناصر صفي الدين، فقال لـ«الشرق الأوسط»: «ان خطة المحطة هي في العودة الى البرامج الكاملة في 5 مايو (ايار) المقبل مع اعطاء الحدث العراقي الاخباري اولوية، ليسترجع الحدث المحلي مكانته تدريجياً. مضيفاً ان NBN عادت الى برامجها بشكل جزئي، واذا لم يحدث طارئ ما ستستأنف دورة البرامج كما في سابق عهدها».

واشار صفي الدين الى ان الميزانيات الاعلامية اصيبت بالشلل في NBN وكل مكان بسبب الضغط الناتج عن غزو العراق، واليوم، رغم عدم الحاجة الى المتابعة، الا ان حالة الطوارئ لفريق العمل في المحطة ما زالت قائمة والبث ما زال مستمراً 24 ساعة ، يتخللها كل ساعة وقفة اخبارية بين النشرات والاخبار الموجزة.

مديرة البرامج في تلفزيون الجديد NTV تانيا وازن قالت: «ان المحطة عادت الى دورة برامجها. التي تتضمن برنامجين سياسيين كل اسبوع واربع نشرات اخبارية كل يوم، مع متابعة كل خبر عاجل وبثه في شريط على الشاشة. كما تم ايقاف الاخبار الموجزة الذي كانت تقدم كل ساعة. فيما الغي برنامج «العدوان على العراق» ليعود برنامج «صباح الورد».

وكانت قناة NTV المعروفة بانتاجها اللبناني قد اوقفت بث جميع برامجها، كما اوقفت بث الاغنيات المصورة باستثناء الاغنيات القومية والثورية المرتبطة بالحدث. اما تصوير المسلسلات والبرامج فقد استمر وان بوتيرة اخف، لان فريق العمل التقني انشغل بتغطيات تتعلق بالغزو.

ويبقى تلفزيون «المنار» الذي يتابع وتيرة تغطيته للحرب على العراق حتى الآن من دون تغيير، مع تريث في اتخاذ القرارات، نظراً للمعطيات الجديدة الناجمة عن دخول القوات الاميركية الى العراق.